القمر الاصطناعي TESS يعثر على أولَّ كوكبٍ له داخل النطاق الصالح للحياة
رصد القمر الاصطناعي العابر لاستكشاف الكواكب الخارجية كوكباً على بُعد 100 سنة ضوئية فقط
رَصَدَ القمر الاصطناعي لمسح الكواكب النجمية العابرة Transiting Exoplanet Survey Satellite (اختصاراً: القمر TESS) التابع لناسا أول كوكب يحتمل أن يكون صالحاً للسكن في النطاق الصالح للحياة (منطقة غولديلوكس) Goldilocks zone لنجم، حيث الظروف مناسبة تماماً للسماح بوجود الماء السائل، ومن ثم الحياة.
والكوكب TOI 700d هو الأحدث ضمن مجموعة عوالم بحجم الأرض قد تكون صالحة للعيش في جميع أرجاء مجرة درب التبانة. إنه أكبر بنحو %20 من الأرض، ويستكمل مداره كل 37 يوماً ويتلقى %86 من الطاقة من نجمه مقارنة بما توفره الشمس للأرض.
إنه الكوكب الأبعد الموجود في المدار حول نجم TOI 700، وهو نجم قزم صغير لطيف يقع على بعد 100 سنة ضوئية من الأرض في كوكبة أبو سيف Dorado الجنوبية. ويمثل كوكب TOI 700 نحو %40 من كتلة الشمس وحجمها، وحرارته تساوي نحو نصف حرارة سطحها.
وقال د. بول هيرتز Paul Hertz، مدير قسم الفيزياء الفلكية في ناسا بواشنطن: «لقد صُمم القمر TESS وأطلق خصيصاً للبحث عن كواكب بحجم الأرض تدور حول نجوم قريبة. من الأسهل متابعة الكواكب التي تدور حول النجوم القريبة من خلال التلسكوبات الكبيرة في الفضاء وعلى الأرض. واكتشاف TOI 700d هو اكتشاف جوهري. كما إن تأكيد تلسكوب سبيتزر Spitzer لحجم الكوكب وموقعه في المنطقة الصالحة للسكن هو نجاح آخر حققه سبيتزر قبل نهاية حياته العلمية في يناير الماضي».
يمسح القمر TESS مساحات شاسعة من السماء وتسمى قطاعات، لمدة 27 يوماً لكل قطاع. وتسمح هذه الفترة الطويلة من المراقبة بمراقبة التغيرات التي تحدث في سطوع نجم بسبب عبور كوكب يدور حول نجمه من منظورنا، وهو حدث يسمى العبور Transit.
وفي حين أن الظروف الدقيقة على الكوكب TOI 700d لا تزال لغزاً، فقد استخدم فريق من الباحثين في مركز غودارد لرحلات الفضاء Goddard Space Flight Center التابع لناسا معلومات معروفة، مثل حجم الكوكب ونوع النجم الذي يدور حوله، لتوليد سلسلة من النمذجات الحاسوبية ووضع توقعات. وقد كشفت إحدى نمذجات المحاكاة عن عالـَمٍ تغطيه المحيطات محاطٍ بجوٍّ كثيف يغلب فيه ثاني أكسيد الكربون، على غرار الجو الذي يشتبه العلماء بأنه كان يحيط بالمريخ عندما كان فتيّاً. وتصور نمذجة أخرى الكوكبَ TOI 700d على أنه نسخة معدلة للأرضٍ الحديثة.
وقالت غابرييل إنغلمان-سويسا Gabrielle Englemann-Suissa، التي قادت فريق عمل النمذجة الحاسوبية: «إنه أمر مثير لأنه بغض النظر عما سنكتشفه على الكوكب، سيبدو مختلفاً تماماً عمَّا لدينا هنا على الأرض».