أحافير النباتات المتجمدة تشير إلى ذوبان جليدي كارثي في المستقبل
بعد أن طواها النسيان، تُقدم عينة من لب الجليد دليلاً على حدوث ذوبان هائل خلال فترة احترار سابقة
إذا ذاب غطاء غرينلاند الجليدي فسوف يرتفع مستوى سطح البحر بمعدل ستة أمتار على المستوى العالمي معرضاً كل مدينة ساحلية في العالم تقريباً لخطر حدوث فيضانات كبيرة.
حالياً وجدت دراسة تناولت عينة من لب الجليد طواها النسيان أكثر من 50 عاماً أن هذا هو بالضبط ما حدث خلال فترة الاحترار الأخيرة التي كانت مشابهة بنحو مثير للقلق لتلك التي نتجه نحوها بسبب تغير المناخ الناجم عن نشاط البشر.
استخرجت العينة في الأصل في العام 1966 من معسكر كامب سنتشوري Camp Century، وهو قاعدة عسكرية تعود إلى زمن الحرب الباردة. مُوهت القاعدة لتبدو كمحطة علمية لتوفير غطاء لمشروع دودة الجليد Iceworm، وهو برنامج سري للجيش الأمريكي كان هدفه بناء شبكة من مواقع إطلاق الصواريخ النووية المتنقلة تحت الغطاء الجليدي في غرينلاند. فشلت المهمة العسكرية، لكن الفريق العلمي أكمل أبحاثاً مهمة، بما في ذلك الحفر لاستخراج عينة من لب الجليد بعمق 1,400 م.
حُفظت العينة اللبية الجليدية في ثلاجة عسكرية قبل نقلها إلى جامعة نيويورك في بوفالو New York’s University of Buffalo في سبعينات القرن العشرين، ومن ثم إلى جامعة كوبنهاغن University of Copenhagen
في تسعينات القرن العشرين، قبل أن يعيد الباحثون الدنماركيون اكتشافها في نهاية المطاف في العام 2017.
على مدار العام الماضي، حلل فريق دولي من العلماء الأحافير النباتية والرواسب الموجودة في العينة الجليدية لتحديد تكوينها وعمرها. وخلصوا إلى أن معظم غرينلاندـ إن لم يكن كلها- ذابت مرة واحدة على الأقل خلال المليون سنة الماضية وغُطيت بغطاء نباتي بما في ذلك من الطحالب والأشنة وربما حتى أشجار التنوب والشوح.
قال عضو الفريق د. أندرو كريست Andrew Christ، من جامعة فيرمونت University of Vermont: “تسحق الصفائح الجليدية عادةً وتدمر كل شيء في طريقها… لكن ما اكتشفناه كان هياكل نباتية رقيقة- محفوظة تماماً. إنها أحافير، لكنها تبدو كأنها ماتت بالأمس. إنها كبسولة زمنية لما كان يعيش في غرينلاند قد لا نتمكن من العثور عليه في أي مكان آخر”.
قال كريست: “تُظهر دراستنا أن غرينلاند أكثر حساسية للاحترار الطبيعي للمناخ مما كنا نعتقد، ونحن نعلم بالفعل أن ارتفاع درجة حرارة الأرض الناجم عن نشاط البشر والخارج عن نطاق السيطرة يتجاوز المعدل الطبيعي بكثير”.