أحافير طيور قديمة في مدغشقر تقلب ما نعرفه عن التشريح التطوري للطيور رأساً على عقب
اكتُشف نوع جديد من الطيور التي عاشت قبل نحو 68 مليون سنة في جزيرة مدغشقر، ويمكن لمنقارها غير المعتاد أن يرفدنا بأفكار جديدة حول تطور الطيور المعاصرة.
اكتُشف فالكاتاكلي Falcatakely بعد العثور على جمجمة واحدة شبه مكتملة تأحفرت بعد أن دُفنت في ركام من الوحل. وهو طائر بحجم الغراب وله منقار على شكل منجل. فهذا ليس غريباً على الإطلاق في الطيور الحديثة، وهو يشبه مناقير أبوقير Hornbills والطوقان Toucans. ومع ذلك، فهناك فجوة من عشرات ملايين السنين بين تطور هذه الأنواع.
قال د. رايان فيليس Ryan Felice، المحاضر في علم التشريح البشري من جامعة كلية لندن University College London وأحد مؤلفي الدراسة: “إن الأمر المدهش حقاً هو أن هذه السلالات تقاربت في التشريح الأساسي نفسه، على الرغم من أن القرابة بينها بعيدة جداً”. في الواقع، هذه هي المرة الأولى التي يُعثر فيها على منقار بهذا الشكل لدى طائر من حقب الحياة المتوسط Mesozoic –الذي يشمل العصر الطباشيري Cretaceous والجوراسي Jurassic والترياسي Triassic.
ولدى النظر تحت جلد فالكاتاكلي نكتشف ميزة أخرى غير عادية. فعلى الرغم من أن وجهه قد يبدو كأنه طائر حديث، إلا أن هيكله العظمي الأساسي يشبه إلى حد كبير هيكل ديناصور.
الطيور الحديثة لها منقار يتكون في الغالب من عظمة واحدة كبيرة تُسمى قادمة الفك العلوي أو بريماكسيلا Premaxilla. أما مناقير الطيور القديمة، مثل الأركيوبترِكس Archaeopteryx، فكان لديها عظمتان في الفك العلوي صغيرة تُسمى بريماكسيلا وكبيرة تُسمى ماكسيلا Maxilla.
لذلك، فقد طوّر فالكاتاكلي شكل وجه حديث من دون بنية وجه حديثة. وقال البروفيسور باتريك أوكونور Patrick O’Connor اختصاصي علم التشريح من جامعة أوهايو: “قد يشبه فالكاتاكلي عموماً أي عدد من الطيور الحديثة من حيث مكان الجلد والمنقار، ومع ذلك، فإن الهيكل العظمي الأساسي للوجه هو الذي يقلب ما نعرفه عن التشريح التطوري للطيور رأساً على عقب”.
لم يتمكن الباحثون من دراسة الجمجمة مباشرة. فأحافير الطيور نادرة، لأن هياكلها العظمية حساسة جداً وهي عادة ما تتحلل بدلاً من أن تتأحفر. والعينة هشة جداً لدرجة أنهم لم يتمكنوا حتى من إزالتها من الصخر. وبدلاً من ذلك، استخدموا التصوير المقطعي المحوسب عالي الدقة لمسح الأحفورة ثم أعادوا بناءها رقمياً.
قال أوكونور: “إن اكتشاف فالكاتاكلي يؤكد أن الكثير من التاريخ العميق للأرض ما زال يكتنفه الغموض”.