الحرارة المتولدة من الانفجار الكبير؟
في عام 1964 درس الفيزيائيان أرنو بنزياس وروبرت ويلسون في مختبرات شركة بيل للهواتف في نيوجيرسي التداخل الذي كان يؤثر في الهوائي البوقي الشكل الذي بني للاتصالات عبر الأقمار الصناعية. واقترح تحليلهما أنه كان يأتي من مصدر حراري ضعيف جدا، والذي لا يتعدى بضع درجات فقط فوق الصفر المطلق (273- درجة سيليزية)- والغريب أنه بدا وكأنه يأتي من كل مكان في السماء في الوقت نفسه. وعندما وصف الباحثان نتائجهما لعلماء الفيزياء الفلكية في جامعة برينستون Prirceton University القريبة، ظهرت الحقيقة: لقد اكتشف كل من بينزياس وويلسون الحرارة المتبقية من الانفجار الكبير. حصل لعالمان بفضل هذا الاكتشاف الكبير على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1978. لكن بحلول ذلك الوقت، كان من الواضح أنهما ليسا أول من اكتشف هذه الحرارة البدائية. وفي عام 1940 عثر عالم الفلك الكندي أندرو ماكيلار على جزيئات فضائية أظهرت خصائصها درجة حرارة محيطها. وقد أثبت أن هذا يشير إلى أن الفضاء بكامله أدفأ بقليل من الصفر المطلق، لكن أهمية هذا الاكتشاف ضاعت لأن العلماء النظريين لم يتمكنوا حينئذ من استنتاج تأثيرات الانفجار الكبير بالتفصيل. وللأسف، لم يعش ماكيلار لكي يرى صدق ادعائه؛ فقد توفي في عام 1960، وكان عمره 50 عاماً فقط.