جاغوار لاند روفر تجرب أسطول سيارات ذاتية القيادة في كوفنتري
سيدير مشروع بروجيكت فكتور أسطولاً يصل إلى 20 ‘ناقلة أفراد’ لنقل الطلبة حول حرم جامعة ووريك Warwick University وما بعدها
ما هذا؟ إنها لمحة عما تعتقد شركة جاغوار لاندروفر Jaguar Land Rover وشركات تصنيع السيارات الأخرى أن مستقبل السيارات المدنية يتجه نحوه. وبروجيكت فكتور Project Vector هي عبارة عن حافلة صغيرة مكوكية ذاتية القيادة (حتى وإن كانت مزودة بعجلة قيادة ودواسات، للضرورة فقط) ستنقل الطلبة في أنحاء حرم جامعة ووريك Warwick University في وقتٍ ما من هذا العام، على أن تنقل في نهاية المطاف الركاب إلى وسط مدينة كوفنتري بحلول عام 2021.
صمم هيكل السيارة على شكل انسيابي، وهو عبارة عن منصة بسيطة بطول أربعة أمتار على عجلات يمكن تكييفها لحمل هياكل مختلفة، وهي تعمل بمحرك كهربائي. والسيارة في الوقت الحالي عبارة عن ناقلة Pod بستة مقاعد، سرعتها القصوى 30 ميلاً في الساعة مع سائق خلف عجلة القيادة للمساعدة في المراحل المبكرة. ويمكن تعديل الهيكل تماماً، لتصبح وسيلة مواصلات داخل المدينة.
ما أهمية ذلك؟ علينا أن نعترف بأن معظم التصاميم المفاهيمية للسيارات نادراً ما تصل إلى العالم الحقيقي. لكن إليكم ما يجعل مشروع بروجيكت فكتور مهماً؛ فقد صارت السيارات ذاتية القيادة بمعظمها جيدة جداً في تعلم القيادة. لكن في المستقبل، تتوقع شركات مثل جاغوار لاندروفر أن العديد من الأشخاص لن يرغبوا في امتلاك سيارة إضافةً إلى عدم الرغبة في القيادة.
بدلاً من ذلك، قد يعتمد سكان المناطق الحضرية على قوافل من السيارات من دون سائق تنقلهم حول مراكز المدن. وإذا حدث ذلك، فستكون أكثر الخدمات إقبالاً هي تلك التي تنقلنا بكفاءة أكبر من المنطقة “أ” إلى المنطقة “ب”.
هذه ليست مجرد أخبار سيئة لسائقي سيارات الأجرة. إذْ ستحتاج قوافل السيارات ذاتية القيادة إلى برمجيات تتعلم توقع حجم الطلب (مثلما يحدث خلال مباراة لكرة القدم)، وتجنب الاختناقات المرورية، ومعرفة مكان وزمان إعادة شحن بطاريتها. ويجب أن تحدث المرحلة التالية من التعلم إذا أريد للسيارات ذاتية القيادة أن تجعل حياتنا أفضل، وليس أسوأ. وخصوصاً إذا كنا لا نرغب في أن تتسبب من دون قصد في زيادة الازدحام خلال تجوالها حول المدينة بحثاً عن راكب أو مكان للوقوف.
ما الخطوة التالية؟ هذا كله جزء من مهمة الوجهة صفر Destination Zero mission لدى جاغوار لاندروفر: صفر كربون وصفر حوادث وصفر ازدحام. إنها مهمة نبيلة من شركة تصنع سيارات الدفع الرباعي الكبيرة، لكن جاغوار استثمرت كثيراً في تكنولوجيا السيارات الكهربائية، حتى أنها صممت سلسلتها الخاصة من سيارات السباق الكهربائية حول طراز آي-بايس I-Pace. ومع دخول الحظر المفروض على تصنيع سيارات جديدة تعمل بالبنزين والديزل حيز التنفيذ في معظم أنحاء أوروبا في تواريخ مبكرة تزداد اقتراباً، يبدو هذا التخطيط حكيماً من طرف كبرى شركات السيارات في المملكة المتحدة.
لكنني لا أحب هذه الناقلات. ليست جاغوار لاندروفر الوحيدة التي تستعد لتجربة السيارات ذاتية القيادة. ففي وقت سابق من هذا العام كشفت شركة جنرال موتورز النقاب عن ‘ناقلة الأشخاص’ كروز أوريجن Cruise Origin ذاتية القيادة التي ستنقل الأشخاص حول المدن. لكن هذه السيارة لا توجد فيها عجلة قيادة ولا دوّاسات، ولا يمكن لبشريّ تسييرها، ما يعني أنها ستحتاج إلى استثناءات خاصة من الحكومات المحلية للبدء باختبارها.
وفي هذه الأثناء، في أكتوبر 2019 في لندن، بدأت سيارة فورد مونديو Ford Mondeo ذات المظهر المألوف المزودة بتقنية ذاتية القيادة بتجربة السير على طرق العاصمة. وأجرت التجربة شركة تقنية بريطانية تسمى أوكسبوتيكا Oxbotica وكانت الأولى من نوعها. وتأمل الشركة بأن تتمكن من البدء في صيف 2020 بتجربة خدمة مشاركة ركوب سيارات الأجرة مع شركة أديسون لي Addison Lee لسيارات الأجرة. مَن يرغب في توصيلة؟