مصدر طعام لا يمكن تعويضه
وفقاً للصندوق العالمي للطبيعة ( اختصارا: الصندوقWWF)، يعتمد نحو ثلاثة بلايين شخص على المأكولات البحرية كمصدر رئيسي للبروتين. ويأتي أقل من نصف الأسماك التي نتناولها من الحيوانات البحرية التي تصاد في المحيطات، في حين يأتي الباقي من مزارع الأسماك. إلى جانب الأسماك والمحار المألوفة، توفر المحيطات شيئاً آخر يصل إلى وجباتنا الغذائية وحياتنا اليومية، غالباً دون أن نعلم به. فكل عام، يُزرع ما لا يقل عن 25 مليون طن من الأعشاب البحرية.
وستشاهدها في بعض الأحيان حول لفائف السوشي، ولكن الكثير منها يستخدم لصنع المنتجات الصناعية، بما في ذلك الألجينات Alginates، يقوم الشكل المستخلص من الألجينات بامتصاص الماء سريعاً، فهو قادر على امتصاص 200-300 مرة من وزنه ماءً] والكاراجينان Carrageenans [يُستخدم كمثبت للأغذية ولجعلها هلامية]، التي تدخل في صناعة عدد كبير من المواد والسلع. وقد تحتوي جميع أنواع الشامبو، ومعاجين الأسنان وأطعمة الحيوانات الأليفة والآيس كريم واللحوم المصنعة والهوت دوغز النباتية والبيرة وملمعات الأحذية ومعطرات الهواء وطفايات الحريق، على مواد كيميائية مستخرجة من الأعشاب البحرية.
جرت العادة على استزراع الأعشاب البحرية في آسيا، والآن بدأت بلدان أخرى بما فيها المملكة المتحدة والولايات المتحدة تُجاريها لجني فوائدها. ولا تعد الأعشاب البحرية «غذاء فائقاً» Super food فحسب نظراً لغناها باليود والكالسيوم والأحماض الأمينية، بل يمكن استزراعها على نحو مستدام وهي محايدة الكربون إذ تمتص ثاني أكسيد الكربون وتمتص المغذِّيات الزائدة من البحر. ويمكن استخدام الأعشاب البحرية للحصول على وقود حيوي، في حين تشير الأبحاث إلى أن الماشية التي تربى على أعلاف تحوي أعشاباً بحرية تنتج كمية أقل من غاز الميثان Methane، وهو من غازات الدفيئة Greenhouse gas القوية.