أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
ابتكارات

هل يمكن لسماعة رأس الواقع الافتراضي أن توفر الهدوء والطمأنينة؟

يحاول أليكس هيوز Alex Hughes الاسترخاء مع وجود شاشة على بُعد بوصات من وجهه...

يحقق قطاع اليقظة الذهنية Mindfulness أرباحاً كبيرة هذه الأيام، لا سيما عندما يتعلق الأمر بعالم التكنولوجيا. تجاوزت قيمة تطبيق Calm بليون دولار في أوج الجائحة، في حين أن لدى منافسه التطبيق Headspace أكثر من 30 مليون مستخدم في
190 دولة.
على رغم أن تطبيقات التأمل Meditation تحظى بشعبية، فإنها ليست الشكل الوحيد من التكنولوجيا التي تشق طريقها إلى روتينات اليقظة الذهنية. وتتطلع الشركة HTC إلى ضخ حياة جديدة في سماعات الواقع الافتراضي VR من خلال تغيير صورة الجهاز VIVE Flow (499 جنيهاً إسترلينياً) للتعريف عنه بصفته نظام “عافية” Wellness محمولاً. لذا هل يمكن أن تأخذني نظارة الواقع الافتراضي إلى واحة من الطمأنينة؟

الجوانب العملية
إعداد الجهاز بسيط. كل ما يحتاج إليه للبدء هو هاتف ذكي متوافق مع سماعة رأس HTC ومصدر للطاقة ومُدخل USB-C. يوجد تطبيق يمكن تنزيله يصل الهاتف بسماعة الرأس عبر بلوتوث. يحول هذا جهازك إلى جهاز تحكم من بُعد، فيما تعمل أجزاء مختلفة من شاشة الهاتف بصفتها أزرار إدخال. بمجرد الانتهاء من الإعداد، وضعت سماعة الرأس واستخدمت وحدة التحكم الجديدة لتفحص متجر VIVE Flow. لم تكن التجربة الأسهل بالنسبة إلي، إذ يتطلب الأمر تذكر نقاط محددة على الهاتف لا يمكن رؤيتها. وعديد من التجارب التي تقدمها سماعات الرأس هي بتكلفة تتراوح من 50 بنساً إلى 20 جنيهاً إسترلينياً أو أكثر. هناك عدد قليل من التجارب المجانية المتاحة، خاصة لأولئك الذين يتطلعون للوصول إلى راحة نفسية من خلال بعض تمارين التأمل القصيرة. للألعاب أو التجارب الانغماسية، يجب الاستعداد لإنفاق بعض المال.

الانتقال إلى عالم آخر
كانت محطتي الأولى في رحلتي إلى الطمأنينة برنامج الغابة الدوارة The Turning Forest على قناة BBC. في هذه التجربة، تحطّ في غابة نابضة بالحياة شبيهة بعالم الرسوم المتحركة تصاحبها قصة تُروى. مكنتني خفة سماعة الرأس من التجوال والاستمتاع بالتجربة من دون التفكير باستمرار في وجود شيء ثقيل على وجهي. عبَرتُ البحر على ظهر مخلوق كبير، واستكشفتُ أراضي متجمدة وحلَّقتُ في السماء؛ عشت يوماً عادياً في الواقع الافتراضي.
نظراً إلى استمتاعي ببرنامج الغابة الدوارة، بحثت عن مزيد من تطبيقات VR التجريبية. سبحتُ (أو تجولتُ في غرفة معيشتي بطريقة خرقاء) بين الشعاب المرجانية والأسماك الصغيرة، وتسلقتُ جبلاً في حين كنتُ أستمع إلى قصة عن تاريخه.
بينما كانت هذه التجارب بسهولة هي الجزءَ المفضل لدي من النظام HTC VIVE Flow، وجدتُ أن الرسومات كانت في بعض الأحيان مخيبة للآمال، إذ لم تكن البيئة المحيطة عالية الدقة وجذابة، خاصة عند محاولتها نسخَ مشاهد من الحياة الواقعية.
كانت الأشياء ضبابية في كثير من الأحيان، حتى عندما عدلتُ النظارات لتناسب نظري. حصلتُ بالنتيجة على مزيج من المشاهد منخفضة الدقة، وبدت الحركة بطيئة. هذه الخاصية سببت دوار الحركة لدى مستخدمي الواقع الافتراضي في الماضي.

تتصل سماعة VIVE Flow
بهاتفك الذكي عبْر بلوتوث

التأمل مع الواقع الافتراضي
قد لا يبعث ربطُ زوج من النظارات- التي تزن 189 غراماً حول وجهك وتفصلك عما يحيط بك- على الاسترخاء. لكن الشركة HTC جعلت سماعة الرأس خفيفة بقدر الإمكان، مما يعني أنه بعد فترة من الوقت يمكن نسيان وجودها.
في الواقع هذه واحدة من أخف سماعات الواقع الافتراضي المطروحة في السوق (للمقارنة، تزن السماعة Meta Quest 2 الخفيفة نسبياً 500 غرام). لذا كنتُ قادراً على الانغماس فترات طويلة من الوقت، وهذا مثاليُّ للتأمل.
كانت أول نزهة لي للتأمل في الواقع الافتراضي هي في رحلة “التدفق الكوني” Cosmic Flow، حيث تطير بجانبي دوامات حلزونية وأشكال أخرى على وقع أجراس الرياح والصنجات. لم يرُقْ الأمر لي. شعرت ببعض الإرهاق والدوار، فعدت إلى متجر
VR وأعدت المحاولة.
عمدتُ إلى تنزيل تطبيقين يقدمان “تجارب التأمل” Meditation experiences. ألقى بي الأول على شاطئ في أثناء غروب الشمس، فيما أخذني صوت عبر جلسة تأمل مع هدير الموج في الخلفية.
كان الأمر جميلاً. بالتأكيد، أُفضل أن أكون على شاطئ حقيقي، ولكن في الثامنة مساءً من يوم الخميس سيفي هذا الشاطئ الافتراضي بالغرض. اتبعت تطبيقات التأمل الأخرى توليفةً مشابهة، إذْ وضعتني وسط بعض المشاهد المريحة ومضت بي عبر تجربة مهدئة. كان بعضها أفضل من الآخر، لكن بوجهٍ عام، لم يشعرني أي منها بأنني أرتقي إلى مستوى كونيٍّ آخر.
بالمقارنة مع سماعات الواقع الافتراضي الأخرى، تمنح السماعات HTC VIVE Flow تجربة بصرية أقل وضوحاً. هذا ما تضحي به لقاءَ القدرة على التنقل بالجهاز، ولكن هذا يعني أن المكان الهادئ الذي تجد نفسك فيه ضبابيٌّ بعضَ الشيء أو حتى أسوأ من ذلك، غَبِشٌ.

التقييم

المزايا: • خفيفة وقابلة للحمل. • لا تتطلب سوى هاتف ذكي وكابل USB-C. • تطبيقات متنوعة للصحة والتأمل والتعلم والألعاب. • سهلة الإعداد. CONS السلبيات: • مكلفة • جودة بصرية منخفضة • الصوت يحتاج إلى تحسين • تحكم محدود من خلال الهاتف الذكي الحكم هل حصلت على تجربة من السكينة والاسترخاء من خلال الواقع الافتراضي؟ لا. ومع ذلك أعتقد أن بعض الناس قد يعتادون التجربةَ برمتها ويبدؤون في العثور على بعض الطمأنينة. عندما تُلهيك سماعة الرأس عبر تجربة تفصيلية مُهدئة، فهذا هو الوقت الذي تعمل فيه على أفضل وجه. لكن في الحقيقة، عندما يتعين عليك دفع 499 جنيهاً إسترلينياً، أعتقد أنني سأفضل الذهاب في نزهة مريحة لتصفية ذهني. بالنسبة إلى القيمة الإجمالية مقابل المال، فقد حصلت من هذه السماعة على أقل مما توقعته، لا سيما مع توافر سماعات رأس VR أرخص وأفضل جودة في السوق حالياً. بصفتها جهازاً للصحة، لستُ مقتنعاً بأن النظام HTC VIVE Flow يمكنه سد هذه الفجوة في السوق. إذا نظرنا إليه على أنه لوحة تحكم محمولة لألعاب الفيديو، وطريقة لاستكشاف الأراضي المصطنعة والتعرف على العالم، يمكنني القولُ إنه مجال واعد للسماعات VIVE Flow.

3 طرق أرخص لتحقيق اليقظة الكاملة

المشي قد يبدو المشي فكرة مكررة، ولكن ثبت علمياً أن المشي مسافة جيدة مفيد لتحسين حالتك الذهنية. اذهب في نزهة في الصباح وستتمكن من تحسين نومك وتسريع عملية التمثيل الغذائي وحتى تعزيز وظائفك المعرفية. تشير الدراسات إلى أنه يمكن الحصول على نتائج أفضل عند المشي بوتيرة سريعة. فكر في المشي في منطقة خضراء وستحصل من الطبيعة حولك على فائدة إضافية لرفاهيتك. في دراسة أُجريت في العام 2020، قلل الوقت الذي قضوه في الطبيعة من الشعور بالقلق لدى %29 من المشاركين. تطبيقات التأمل إذا كنتَ تحب فكرة استخدام التكنولوجيا روتينياً من أجل الوصول إلى اليقظة الكاملة، فهناك كثير من تطبيقات التأمل في السوق. هناك تطبيقان شائعان هما Headspace وMind. يتضمن كلا التطبيقين جلسات تأمل موجهة وموسيقى وأصواتاً مهدئة، وميزات أخرى للحفاظ على هدوئك أو مساعدتك على تخفيف الإجهاد. على الرغم من أنه يتعين عليك الدفع مقابل الحصول على معظم هذه التطبيقات، فإنها أرخص بكثير من دفع مئات الجنيهات على سماعة رأس VR. التنفس أنت تتنفس طوال اليوم، ولكن إذا أخذت الوقت الكافي لتتنفس ببطء وتركز على التنفس، فهذه طريقة سهلة وفعالة للحصول على السكينة خلال يومك. أظهر عدد من الدراسات أن تقنيات التنفس البطيء والعميق فعالة لتخفيف القلق والإجهاد والأرق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى