يمارس الحبار ضبط النفس مبرهناً على وجود صلة بين قوة الإرادة والذكاء
أثبتت الرأسقدميات سريعة التعلم ذكاءها في نسخة معدلة من تجربة ستانفورد لحلوى الخطمي
لا يمتلك الحبار ثلاثة قلوب ومجال رؤية بزاوية 360 درجة فحسب، بل أيضاً إرادة قوية لضبط النفس، وفقاً لدراسة جديدة.
أظهر البحث الذي أجراه مختبر الأحياء البحرية Marine Biological Laboratory في ولاية ماساتشوستس أنه عندما قُدم لها خيار تناول روبيان ملك King prawn نيء على الفور أو روبيان الشبح Grass shrimp (وهو طعامها المفضل) بعد فترة قصيرة، اختارت الرخويات البحرية الخيار الثاني. في الواقع في حين يمكن لمعظم أنواع الحبار الستة التي جرى اختبارها أن تتحمل تأخيراً 15 ثانية لتناول الطعام، كان البعض مستعداً للانتظار حتى 130 ثانية. وتشير هذه النتائج إلى أن الراسقدميات Cephalopods يمكن أن تؤخر الإشباع مثل الفقاريات ذات الأدمغة الكبيرة، كالشمبانزي.
كان أداء الحبار الذي أمكنه الانتظار فترة أطول قبل تناول طعامه المفضل أفضل أيضاً في اختبار إدراكي، إذْ تعلم بنحو أسرع ربط إشارة بصرية بمكافأة طعام.
إذا بدت هذه التجربة مألوفة، فذلك لأنها تستند إلى تجربة ستانفورد الشهيرة لحلوى الخطمي (مارشميلو)، والتي أُعطي خلالها أطفال خيارَ الحصول على مكافأة فورية (قطعة واحدة من الحلوى) أو مكافأة أكبر متأخرة (قطعتين). ولكن في حين كان من السهل نسبياً شرح الاختبار للمشاركين من البشر، كان توصيل الفكرة إلى الحبار أكثر تعقيداً.
في البداية وُضعت اللافقاريات في حوض مائي يؤدي إلى حجرتين مميزتين بواحد من ثلاثة رموز تمثل الإشباع الفوري والإشباع المتأخر، و“يتعذر الوصول إليها”. لمساعدتها على تعلم المفاهيم، أضيف الطعام نفسه إلى كل غرفة. بعد فترة بدا أن الحبار أدرك أن كل غرفة تتبع قاعدة مختلفة، لذلك تمكن الباحثون من استخدام أنواع مختلفة من الطعام
في التجربة.
قالت الباحثة الرئيسة د. ألكسندرا شنيل Alexandra Schnell: “يقضي الحبار معظم وقته في التخفي بالتمويه والجلوس والانتظار، تتخلل ذلك فتراتٌ قصيرة من البحث عن الطعام. إنها تتخلى عن التمويه عندما تبحث عن الطعام، لذا فهي معرضة لكل حيوان مفترس في المحيط. نحن نتوقع أن الإشباع المتأخر ربما يكون قد تطور كنتيجة ثانوية لذلك، فيتمكن الحبار من تحسين فرص العثور على الطعام بالانتظار لاختيار طعام أفضل جودة”.
يمتلك الحبار واحدة من أكبر نسب الدماغ إلى الجسم بين معظم اللافقاريات. يمكن للرأسقدميات أيضاً تغيير مظهرها في أقل من ثانية لتندمج
في الخلفية.