أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
مقابلات

كيف تركز – دليل العالِم إلى الحياة

في هذا الشهر، سنتحدث عن... أوه، لحظة، انتظر دقيقة، أنا بحاجة إلى إخراج الكلب. الآن، ذكرني من جديد عمَّ كنا نتحدث؟ عالم النفس د. نيك بيرهام Nick Perham‬ من جامعة كارديف ميتروبوليتان Cardiff Metropolitan University يشرح لنا كيف يمكن أن نركِّز.

د. نيك بيرهام Nick Perham‬
نيك من كبار المحاضرين في قسم علم النفس التطبيقي بجامعة كارديف متروبوليتان Cardiff Metropolitan University.
تركز أبحاثه على الإلهاء السمعي والعاطفة والإدراك.
حاورته د. هيلين بيلتشر Helen Pilcher

تشتت الانتباه ليس سيئاً تماماً.
إذا جرى تشتيت انتباهنا في أثناء العمل، فهذا ليس جيداً لإنتاجيتنا، ولكن للإلهاء جانباً إيجابياً. إذا بقينا في حالة من التركيز الشديد على الدوام فلا يصرف أي شيء انتباهنا مطلقاً، فربما لا نلاحظ التغييرات المحتملة، مثل التهديدات التي قد تحدث في بيئتنا. تخيل لو أنك كنت شديد التركيز ومستغرقاً في كتاب ولم تسمع صوت إنذار الحريق. فالإلهاء أمر حيوي من أجل البقاء.
الصمت أفضل.
بالطبع، هناك الكثير من الأوقات التي تحتاج فيها إلى التركيز وتمثل فيها الضوضاء مشكلة. فعلى سبيل المثال، وجدنا أن أداء الأشخاص يتراجع في مهامَّ مثل الحساب الذهني عندما يكون هناك ضجيج في الخلفية يزعجهم.
بعض الأصوات أكثر تشويشاً من أخرى.
الضوضاء المعقدة المتنوعة صوتياً أكثرُ تشتيتاً من الأصوات الأقل تنوعاً. وجدنا أن ضوضاء المكتب مع الكلام تشتت الانتباه أكثر من ضوضاء المكتب من دون كلام. وبالمثل، فإن الموسيقى التي تحتوي على كلمات تشتت الانتباه أكثر من مجرد العزف على الآلات.
لكن بعض الناس يقولون إنّ الموسيقى تساعدهم على التركيز؟
قد يقولون هذا، لكن بحثنا لا يدعمه دائماً. إذا طلبت إلى أشخاص أن يتنبؤوا بمدى حسن أدائهم لمهمة ما أثناء الاستماع إلى الموسيقى التي يحبونها، مقابل الاستماع إلى موسيقى لا يحبونها، فإنهم يميلون إلى المبالغة في تقدير مدى حسن أدائهم لاحقاً. وتؤثر الموسيقى المحببة وتلك المزعجة سلباً بقدر متساوٍ على الأداء.
جرب العمل في مقهى.
ما لم يكسر أحدهم كوباً أو يصدر ضوضاء مفاجئة أخرى، يمكن أن تشكل الهمهمة اللطيفة خلفية ممتعة للعمل. وبالمثل، يبدو أن سماعات إلغاء الضوضاء مفيدة لأنها تحجب الأصوات العالية وغير المتوقعة.
هل أدى الحجر الشامل إلى إعاقة تركيزنا؟
هذا ممكن. الأشخاص الذين لديهم أسرة كبيرة، قد يكون لديهم مزيد من عوامل التشتيت عند العمل من المنزل، ولكن من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان هناك أي تأثير طويل المدى في التركيز. وقد يكون الأمر مجرد أننا ما زلنا نتكيف مع طرق جديدة للعمل في بيئات مختلفة.

تعلم التركيز بشكل أفضل.
هناك قدر هائل من الاختلاف في قدرة الأشخاص على التركيز. يبدو أن الأشخاص الذين لديهم ذاكرة عاملة Working memory أفضل – وهي القدرة على تخزين المعلومات ومعالجتها على المدى القصير- يؤدون العمل على النحو الأفضل، لكن يمكننا جميعاً تحسين تركيزنا من خلال ممارسة مهام معينة تتطلب الذاكرة العاملة. فعلى سبيل المثال، حاول أن تتذكر وتذكر قائمة من خمسة أرقام بالترتيب على سبيل المثال. وفي الأسبوع التالي، حاول أن تتذكر ستة بالترتيب، ثم سبعة، وهكذا.
أوقف تشغيل الإشعارات.
إذا كنت ترغب في التركيز لفترة طويلة، فلا تجعل حياتك صعبة بلا داع. أوقف تشغيل تلك الإشعارات على هاتفك، أو حتى أطفئ الهاتف. تناول القهوة وخذ فترات راحة منتظمة، ودعنا نأمل بأنك ستركز على شيء جدير بالاهتمام. من السهل على العقل أن يشرد عندما يكون الموضوع مملاً!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى