وجد باحثون من جامعة إلينوي University of Illinois في شيكاغو أن شكلاً جديداً من الأحماض الدهنية أوميغا-3 يمكن أن يساعد على الوقاية من تدهور الرؤية المرتبط بمرضَي ألزهايمر والسكري وعديد من الاضطرابات الأخرى.
في العيون السليمة يساعد حمض أوميغا-3 الدهني المسمى حمض الدوكوساهيكسانويك Docosahexaenoic Acid (اختصاراً: الحمض DHA) على الحفاظ على المستقبلات الضوئية – وهي الخلايا العصبية المتخصصة التي تحول الضوء إلى إشارات كهربائية يجري إرسالها إلى الدماغ عبر العصب البصري – في شبكية العين. المرضى الذين يعانون أمراضَ ألزهايمر والسكري والتنكس البقعي Macular degeneration المرتبط بالعمر وعديداً من الاضطرابات الأخرى لديهم مستوياتٌ منخفضة من الحمض DHA، مما يؤدي غالباً إلى فقدان البصر.
شكل الحمض النووي DHA الموجود في مكملات زيت السمك أوميغا -3 الشائعة عموماً هو ثلاثي الغلسرين DHA أو TAG-DHA. ومع ذلك، لا يمكن لهذا الشكل أن ينتقل من مجرى الدم إلى شبكية العين. نتيجة لذلك ”لم يكن من الممكن حتى الوقت الحالي زيادة الحمض DHA في الشبكية بجرعات مجدية إكلينيكياً“، كما قالت سوغاسيني دافاماني Sugasini Dhavamani، الأستاذة المساعدة الباحثة في قسم الطب من جامعة إلينوي في شيكاغو.
في سلسلة من الدراسات التي أجريت على الفئران طور باحثو شيكاغو شكلاً جديداً من الحمض DHA يُعرف بليسوفوسفوليبد Lysophospholipid DHA، أو LPC-DHA يمكن أن تمتصه شبكية العين بسهولة أكبر ويساعد على مكافحة فقدان البصر. وجد الباحثون أن الفئران التي عُدلت لتُظهر أعراضاً مشابهة لتلك الموجودة لدى المصابين بداء ألزهايمر المبكر أظهرت زيادة بنسبة 96% في الحمض DHA الشبكي بعد ستة أشهر من إطعامها مكمل LPC-DHA يومياً.
في المقابل لم يكن للمكملات التي تحتوي على الجزيئات TAG-DHA والتي أُعطيِت خلال الفترة الزمنية نفسها أي تأثير في مستويات الحمض DHA في شبكية العين. أوضحت دافانماني: ”تستخدم هذه الدراسة النهج الجديد للمكمل الغذائي LPC-DHA الذي يتغلب على الحواجز المعوية وكذلك على الحواجز الدموية في الشبكية ويحسِّن وظائف شبكية العين“.
كانت الجرعة المستخدمة في الدراسة تعادل نحو 500 ملغ للبشر – وهي مماثلة لكمية TAG-DHA الموجودة عادة في كبسولات زيت السمك أوميغا-3. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد ما إذا كانت المكملات LPC-DHA آمنة وفعالة للاستخدام في البشر، كما يقول الباحثون.