أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
اكتشافات

منازل منخفضة الكربون

شركة لصنع النوافذ تسلط الضوء على طرق بناء منازل أكثر مراعاة للبيئة

يُعد قطاع البناء مسؤولاً عن نسبة كبيرة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية تصل إلى 37%. لمعالجة هذا الأمر أطلقت شركة فيلوكس VELUX المتخصصة في نوافذ السقف أخيراً خدمة باسم أماكن للعيش كوبنهاغن Living Places Copenhagen تصفها بأنها ”بيئة معيشية تجريبية“ مفتوحة المصدر. صُممت المباني السبعة النموذجية، وهي تتضمن قاعتين مجتمعيتين ومنزلين، لتقليل التأثير البيئي وتحسين صحة الإنسان، ومع بصمة كربونية أقل بمقدار الثلث من المباني المشيدة تقليدياً. ولكن كيف جعلوا هذا ممكناً؟ تحدثنا إلى لون فايفر Lone Feifer، مديرة المباني المستدامة في فيلوكس، لمعرفة المزيد.

تُشترى المواد المستخدمة في بناء المنازل محلياً. هل يؤدي ذلك دوراً كبيراً في تقليل انبعاثات الكربون المتصلة بها؟
هناك عديد من المراحل في دورة الحياة الكاملة للمبنى، بما في ذلك استخراج المواد، والنقل، والبناء، والعمليات، ونهاية العمر الافتراضي. مرحلة النقل ليست في الواقع بهذه الأهمية من ناحية انبعاثات الكربون. لكن هناك أسباباً أخرى لاستخدام مواد منتجة محلياً. من نواحٍ عديدة كثير من المساكن الحالية ذات تصاميم عامة يُشبه بعضها بعضاً. في المشروع أردنا أن نصنع شيئاً ذا صبغة محلية.

إذا نظرنا إلى طريقة بناء المنازل في الماضي، فسنرى أنها شُيدت باستخدام مواد تتطابق مع محيطها. المنازل المبنية بالقرب من الساحل، مثلاً، بُنيت مع مراعاة الرياح والتملُّح والظروف المناخية الأخرى. لكن يبدو أننا نسينا ذلك وشرعنا في البناء وفق أشكال ووصفات محددة.

يتعلق الأمر أيضاً بتوافر المواد: لا توجد مواد مستخدمة في منازل Living Places لا يمكن شراؤها من أحد متاجر DIY (اصنعها بنفسك) المحلية حالياً.

لماذا اخترت استخدام الخشب في المنازل؟
للخشب عديد من المزايا: فهو أقل استنزافاً للموارد من الخرسانة ويمكن جعله مقاوماً للحريق مثل المباني الخرسانية. إنه أيضاً مورد متجدد، وشرط التشجير المعتمد هو أن تزرع شجرة مقابل كل شجرة تُقطع. لكن الميزة الأقل تقنية للخشب هي أننا نشعر بأنه جزء من حياتنا. أعتقد أن السبب في ذلك هو أن الخشب يحتوي على خلايا مثلنا، وأنه يتمدد ويتنفس مع الرطوبة ودرجة الحرارة.

ما الذي فاجأك طوالَ ثلاث سنوات من العمل على تطوير هذه المنازل؟
كانت المفاجأة الرئيسة هي اكتشاف المهندسين المعماريين والمهندسين التقنيين ما يمكن أن يحققوه عندما يعملون معاً. تحدثنا مع القائمين على مشروع آخر يحاول أيضاً الابتكار والوصول إلى بصمة كربونية منخفضة قدر الإمكان، لكنهم فعلوا الشيء الكلاسيكي المتمثل في فصل العملية بأن كلفوا المهندس المعماري بالتصميم الذي أُرسل إلى المهندس التقني ومن ثم إلى المطور أو المقاول. أما نحن فجمعناهم معاً وتعلموا كثيراً بالمناقشات وتحدي بعضهم بعضاً، مثل اكتشاف أنه يمكن استخدام التهوية الطبيعية بدلاً من الميكانيكية.

هل هناك مجال لدمج هذا النموذج في قطاع البناء الأوسع نطاقاً؟
هذا ما نطمح إليه. لقد صنعنا المباني على وجه التحديد كمفهوم، لأننا نريد أن نكون قادرين على مشاركة الوصفة مع الآخرين. لقد أنجزنا أكثر من ثلاث سنوات من العمل وتوصلنا إلى نموذج أولي أمكنت تجربته واختباره، ولكن الخطوة التالية هي بناؤه على نطاق واسع. وجزء أساسي من هذا يعني توفير جميع بياناتنا لمطوري الإسكان حتى يتمكنوا من اختبار التغييرات على المواد، مثل الكسوة المختلفة أو الأساس البديل.

ما تكلفة هذه المنازل، وهل توجد خطط لإنشاء منازل مثلها في بلدان أخرى؟
تكلفتها مثل تكلفة السكن القياسي في الدنمارك. ما سيكلف أكثر هو أن يضطلع البنَّاء بإدخال تغييرات لكننا أزلنا المخاطر وأجبنا عن أسئلة ”ماذا لو“.

نحن نعمل بالفعل مع أشخاص في المملكة المتحدة وألمانيا لتحقيق مفهوم Living Places، بما في ذلك مطور يخطط لبناء منازل فردية متلاصقة ومتشابهة في التصميم ومبنى بعدة شقق من أربعة طوابق بحلول العام 2024.

كيف يمكننا تطبيق هذه المفاهيم في منازلنا الحالية؟
معظم عناصر المساكن المستقبلية موجودة بالفعل. خير ما نفعل فيما يتعلق بالاستدامة هو صيانة المنازل التي بنيناها والعناية بها والحفاظ عليها.

صحتك هي أكبر استثمار في أي منزل. تجنب الرطوبة والعفن. احصل على هواء عالي الجودة وإضاءة كافية حتى تعمل ساعة جسمك بنحو فعال وتنام جيداً في الليل. هناك كلمة ألمانية تُلفظ شتوسلوفتن Stoßlüften، وتعني فتح النوافذ في وقت معين من اليوم لتهوية منزلك. غيّرت جائحة كوفيد-19 تماماً فهمنا للتهوية ومدى أهميتها: إن الحصول على هواء عالي الجودة أساسي لصحتنا ورفاهنا Wellbeing.

ما الذي ينبغي مراعاته لبناء منزل جيد؟
جزء من مهمة التصميم هو تحديد الوظائف التي تحتاج إليها والحجم الذي تريده – مع استخدام موارد أقل ومساحة أقل. أنت أيضاً في حاجة إلى مجتمع – الأماكن التي يمكنك فيها تناول عشاء عائلي كبير والالتقاء بالأصدقاء. كان هذا واضحاً أيضاً في أثناء الجائحة: الشعور بأنك جزء من المجتمع ومعرفة جيرانك جزء أساسي من الانتماء. لهذا السبب اضطلعنا ببناء ”الأشكال“ السبعة بما في ذلك المباني المجتمعية، وليس مجرد منزل واحد. يعود الأمر كله إلى فكرة أنه إذا كنتَ تشعر بالراحة في منزلك فسوف تحبه وتعتني به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى