أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
فضاء

اكتشاف أصل ”القمر الثاني“ للأرض

ستؤكد لنا بعثةٌ مهمتُها جمع عينات من الكويكب كاموالوا الشبيه بقمر الأرض إن كان قطعة منه

قد نُفاجَأ إذا قيل لنا إن القمر الذي نراه في سماء الليل ليس القمر الوحيد الموجود حول الأرض. لكن البعض بدؤوا يُطلقون على الجسم الغريب الذي يبدو أنه يدور حول كوكبنا، اسم ”القمر الثاني“ Second moon للأرض، وربما صار العلماء قريبين من معرفة أصله ومنشئه.

في الواقع هناك عديد من الأجرام الشبيهة بالقمر في الفضاء المحيط بنا، ولكن حفنة قليلة فقط من أكثر من 200 ألف كويكب قريبة من الأرض Near-Earth Asteroids (اختصاراً: الكويكبات NEAs) لها مدارات مماثلة لمدار الأرض.

أحد هذه الكويكبات، ويسمى 469219 كاموالوا 469219 Kamo’oalewa، يدور حول الشمس، لكنه يتحرك بالتزامن مع مدارنا، لذا يبدو أنه يدور حول الأرض. وهذا جعل البعض يسمونه ”شبيهَ القمر“ Quasi-moon وآخرين ”كويكب أبولو“ Apollo asteroid. يُرجح أن حجم ”كاموالوا“ بحجم تمثال الحرية الأمريكي، ويتراوح عرضه بين 40 و100 متر (131-328 قدماً) ويدور بسرعة: فهو يكمل دورة واحدة كل 28 دقيقة.

بوجه عام، الأجرام القريبة من الأرض هي صخور فضائية يعتقد العلماء أنها جاءت من حزام الكويكبات الرئيس Main Asteroid Belt بين المريخ والمشتري. لكن بحثاً جديداً يشير إلى أن كاموالوا ربما أقرب إلى أن يكون قمراً من كونه كويكباً.

استخدمت الدراسة الجديدة التي نُشرت في مجلة نيتشر أسترونومي Nature Astronomy، التحليل المتوافر لطيف ضوء كاموالوا. وكشف هذا التحليل أنه يحتوي على السيليكات وهو نوع من المعادن الأكثر شيوعاً في العينات القمرية. وبعبارة أخرى، فإن ”القمر الثاني“ للأرض ربما جاء من قمرها الأول.

”وجدوا أن شكل كاموالوا ومدارَه يتلاءمان مع فرضية كونه شظية انفصلت بتأثير ارتطام هائل خلَّف حفرة على الجانب البعيد من القمر“

استخدم فريق البحث من جامعة تسينغهوا Tsinghua University في الصين، نمذجات محاكاة حاسوبية لاختبار هذه النظرية. ووجدوا أن شكل كاموالوا ومدارَه يتلاءمان مع الفرضية التي تقول إنه شظية انفصلت بتأثير ارتطام هائل خلَّف حفرة على الجانب البعيد من القمر. وعلى وجه التحديد طابقوا توقيت الاصطدام بحفرة يبلغ عرضها 21 كيلومتراً (13 ميلاً) تسمى جوردانو برونو Giordano Bruno.

كل ما نعرفه عن كاموالوا حتى الوقت الحالي جاء من عمليات الرصد الأرضية. ولكن في العام 2025، سيكون شبيه القمر هدفاً لبعثة أخذ عينات الكويكبات الصينية تيانوين2- Tianwen-2، وهو ما يأمُل العلماء أن يؤكد هذه النتائج. ومع ذلك فإن كاموالوا ليس بالمعنى الدقيق فلكياً القمرَ الثاني للأرض. قال عالم الفلك د. دارين باسكيل Darren Baskill الذي لم يشارك في الدراسة، لمجلة بي بي سي ساينس فوكس: ”في حين أن مصطلح شبيه القمر يساعدنا على تقدير أصل هذه الشظايا الصغيرة، إلا أنها ليس لها أي تأثير فينا، وهي مختلفة تماماً عن الأقمار الأخرى في مجموعتنا الشمسية… يمكن أن تحظى الأرض بملايين من أشباه الأقمار، إذا أضفنا جميع الشظايا الصغيرة التي قذفتها مثل هذه الارتطامات إلى الفضاء“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى