هل يجب أن تخرج المنفضة، أم تستمتع باحتساء قدح من القهوة بدلاً من ذلك؟ عالمة الرياضيات كاثلين فوس Kathleen Vohs تخبرنا عن علم الترتيب
هل يجب عليّ أن أهتم بالتنظيف الربيعي؟
يعتمد ذلك على مقدار ما يهمك من التأثيرات المحتملة للتنظيف. فقد أجرينا بحثاً حول هذا الموضوع. ففي إحدى الدراسات أنجز الأشخاص المهام في غرف مرتبة أو غير مرتبة، ثم منحوا خيار التبرع للجمعيات الخيرية. وجدنا أن من وجدوا في غرف مرتبة كانوا أكثر سخاء. ويبدو أن التنظيف يجعلك أقرب احتمالا للتصرف بطريقة أكثر احتراماً واتساقاً مع المعايير الاجتماعية.
هل سأظل أحصل على فوائد نفسية من التنظيف إذا دفعت لشخص آخر لعمل ذلك؟
إطلاقاً. لا يتعين عليك أن تكون الشخص الذي يؤدي جميع عمليات الترتيب من أجل تغيير سلوكك. وقد يكون للمنزل المرتب تأثير في كل فرد في الأسرة.
تجادل ابنتي المراهقة في أنها لا تستطيع منع غرفتها من التحول إلى فوضى. هل أعفيها من ترتيب غرفتها؟
بعض الناس فوضويون بطبيعتهم، لكن هذا ليس بالأمر السيِّئ دائماً. ففي دراسة أخرى جلس المشاركون في غرف مرتبة أو فوضوية وهم يحلمون باستخدامات جديدة لكرات تنس الطاولة. وقد وجدنا أن أفكار الأشخاص في الغرف الفوضوية كانت أكثر إبداعاً وابتكاراً.
الآن لدي عذر بخصوص حالة بيتي. ولكن متى يجب أن أشعر بالقلق من أن الأمور صارت فوضوية أكثر من اللازم؟
عند التحدث من منظور شخصي، يجب أن تبدأ بالقلق إذا تداخلت الفوضى مع قدرتك على إنجاز الأمور بطريقة فعالة. فهناك مفهوم يسمى «الفوضى المنزلية» Household chaos. لنفترض أن فردتي حذائك توجدان في المكان نفسه. وإذا كان عليك الركض للعثور على فردة الحذاء المفقودة؛ فقد يسبب ذلك مشكلات في حياتك اليومية. وعندها تصبح الأمور فوضوية أكثر من اللازم. والجانب الآخر هو أنه بالنسبة إلى بعض الناس، فإن الجهد العقلي لحفظ أحذيتهم في مكان واحد هو أكثر تكلفة من الاضطرار إلى الركض للعثور عليها عند الحاجة.
ما رأيك في «أستاذة التنظيم» الياباني ماري كوندو؟
ما أجده مثيراً للاهتمام هو الاستجابة الثقافية لها. كان هناك أشخاص من أمثالها بيننا منذ عقود، لكن لماذا ارتقت إلى هذه المكانة؟ نحن نعلم من الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع أن الناس يربطون بين النظافة والنظام والأخلاق. ويبدو أن معظم العالم فوضوي وغير منظم وموحل، لدرجة أنني أتساءل عما إذا كنا متعطشين لشيء ينضح بالبنية الأخلاقية.
كيف أعرف إذا كنت مفرط الترتيب؟
إذا وجدت أنك قد تخلصت من أشياء أدركت لاحقّاً أنك كنت بحاجة إليها، أو إذا كان ترتيبك المفرط يمنعك من الاستمتاع بالتفاعلات الاجتماعية. أتذكر الذهاب إلى منزل زميل كان نظيفاً جدّاً، مع سجاد أبيض وأريكة بيضاء، لكنني وجدت أنني لم أستطع الاسترخاء هناك.
كيف أعرف ما يجب أن أتخلص منه؟
جرب «التنظيف المرحلي». قبل أن أتخلص من أي شيء أعتقد أنني قد أندم عليه، فإنني أضعه في صندوق، حيث أتركه هناك لمدة شهر. وإذا لم أعد إليه لزم التخلص منه.