أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
اكتشافات

الكشف عن بعض أسرار الأضاحي البشرية عند شعب المايا في دراسة جديدة

يكشف اختبار الحمض النووي DNA لعشرات الأطفال الذين ضُحِّيَ بهم عن جوانب جديدة معتمة في ثقافة المايا.

جزء من منصة الجماجم، المعروفة أيضاً باسم تزومبانتلي Tzompantli، وهو نُصب تذكاري للمايا يمثل الأضاحي البشرية في تشيتشن إيتزا.

بفضل تقاويمها الفلكية المذهلة وأهرامها المدرَّجة المَهيبة، تستحوذ حضارة المايا القديمة في أمريكا الوسطى على اهتمام العلماء منذ مئات السنين. ولكن إلى جانب روعتها ترتبط هذه المعالم الأثرية بظاهرة ثقافية أخرى أكثر قتامة هي الأضاحي البشرية. ووفقاً لدراسة حديثة كانت هذه الظاهرة شديدة القتامة بالفعل.

تقترح نتائج جديدة اعتمدت على تحليل عينات من الحمض النووي القديم Ancient DNA عُثر عليها بين أنقاض مدينة تشيتشن إيتزا Chichén Itzá التابعة لحضارة المايا في شبه جزيرة يوكاتان بالمكسيك Mexico’s Yucatán Peninsula إلى أن عديداً من الأضاحي كانوا أطفالاً، بما في ذلك نسبة عالية من التوائم المتطابقة. الدراسة التي نُشرت في دورية نيتشر Nature، فحصت بقايا بشرية عُثر عليها في خزان تحت الأرض يُسمى تشلتُن Chultun بالقرب من حفرة كبيرة تعرف باسم السينوت المقدس Sacred Cenote.

لقطة مقربة لمنصة تزومبانتلي

يشير التأريخ بالكربون المشع Radiocarbon dating (حين يستخدم العلماء الكربون المشع المضمحل لتقدير عمر البقايا العضوية) إلى استخدام هذا التشلتن في الفترة ما بين أوائل القرن السابع الميلادي ومنتصف القرن الثاني عشر الميلادي.

قال د. رودريغو باركيرا Rodrigo Barquera، المؤلف الرئيس للدراسة، لمجلة بي بي سي ساينس فوكس BBC Science Focus: ”كل الأفراد الذين عثر على بقاياهم في الخزان تحت الأرضي كانوا أطفالاً تتراوح أعمارهم بين ثلاث وست سنوات. لم تتح لنا الفرصة من قبلُ على الإطلاق لتحديد جنسهم لأنه لا يمكن معرفة الجنس البيولوجي استناداً إلى العظام وحدها عندما يكونون في هذه السن الصغيرة“.

كشفت أدلة الحمض النووي أن جميع الأفراد البالغ عددهم 64 من خزان تشلتُن الذين فُحصوا كانوا من الذكور، وأن نحو 25% منهم تربطهم صلات وثيقة، بما في ذلك مجموعتان من التوائم المتطابقة. يبلغ احتمال إنجاب توائم متطابقة نحو 1 من 250، ومن ثم فإن وجود مجموعتين من التوائم الذكور في مثل هذه العينة الصغيرة أمر غير معتاد.

”التوائم استأثروا باهتمام شعب المايا ولا سيما أن إحدى أهم أساطيرهم تروي مآثر بطلين توأمين“

وأوضح باركيرا أن التوائم استأثروا باهتمام شعب المايا، ولا سيما أن إحدى أهم أساطيرهم تروي مآثر بطلين توأمين هزما سيد العالم السفلي. وعلى النقيض من طقوس تقديم الأضاحي الأخرى التي ربما خدمت أغراض تقديم القرابين، يعتقد الفريق أن التضحية بذكرين توأمين متطابقين ربما كان الهدف منها تكريم التوأم البطل في تلك الملحمة الأسطورية.

لذلك ربما لن تكون ولادة توأمين متطابقين نبأً له وقع سار في ثقافة المايا، ولكن كما قال باركيرا، لربما كان ذلك شرفاً عظيماً لأسرتهما: ”لقد كان الأمر أشبه بقولها: ’كم نحن محظوظون، لقد اختارتنا الآلهة أوصياء على هؤلاء الأطفال الذين سيكونون يوماً ما جزءاً من هذه الطقوس الرائعة‘. ونحن نعلم ذلك لأن أعمار البقايا تمتد على فترة تتجاوز 500 عام. لم يكن هذا مجرد أمر حدث مرة أو مرتين، بل فكرة سادت طَوالَ خمسة قرون على الأقل“.

ويسعى باركيرا وفريقه إلى التأكد من نتائجهم من خلال مقارنتها بمواقع أثرية مماثلة أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى