اعتدت أن أكتب مقالاتي من وضعية الجلوس، وأنا متكور على مكتبي. فقد تغيرت الأمور في عيد الميلاد، عندما حصلت على مكتب واقف. رأت زوجتي، كلير Clare، أنني أتخذ وضعية فظيعة، وعلى الرغم من أن نيتي هي أن أنهض كل 30 دقيقة وأتجول في الأنحاء، فإنني نادراً ما أفعل ذلك بعد أن أغوص في مقعدي. وكثير منّا يجلس طويلاً. نحن نجلس أثناء العمل، وفي السيارة والمنزل، ولا نتحرك إلا للانتقال من مقعد إلى آخر. وحتى لو كنت تمارس الرياضة بانتظام، فهناك أدلة متزايدة على أن ذلك لا يعكس الأضرار التي يسببها الجلوس لفترات طويلة. فلماذا يكون الجلوس ضارا هكذا؟ هناك شيء مهم يفعله، وهو تغيير الطريقة التي تعالج بها أجسامنا السكر. وعندما تأكل أي شيء يحتوي على الكربوهيدرات، يكسره جسمك إلى غلوكوز، يتدفق في دمك. ويُنتج البنكرياس بعد ذلك هرمون الإنسولين لإعادة مستويات الغلوكوز إلى وضعها الطبيعي، لكن مدى كفاءة جسمك في ذلك يتأثر بمستوى نشاطك البدني.
في برنامج «ثق بي، أنا طبيب»، تعاونا مع الدكتور جون باكلي John Buckley من جامعة تشيستر University of Chester لإجراء تجربة. وقد طلبنا إلى عشرة أشخاص من العاملين في مكتب عقاري الوقوفَ لمدة ثلاث ساعات على الأقل لمدة أسبوع. وحبَّذ البعض الفكرة، وشعر آخرون بالقلق من أن تؤذى ظهورهم. وشعر عدد منهم بأنهم لن يتمكنوا من الالتزام بذلك، لكنهم تمكنوا من فعله به.
زودناهم بمقاييس للتسارع Accelerometers حتى نتمكن من تسجيل مقدار حركتهم، وارتدوا أجهزة تتبع معدل ضربات القلب، وكذلك أجهزة مراقبة الغلوكوز التي تقيس مستويات السكر في دمائهم. وأجرى الباحثون قياسات في الأيام التي عمل فيها المتطوعون من وضعية الجلوس ومن وضعية الوقوف. وكانت هناك بعض الاختلافات اللافتة للنظر. كما كنا نأمل، فقد عادت مستويات الغلوكوز في الدم إلى طبيعتها بعد الأكل في الأيام التي وقف فيها المتطوعون بمعدل أسرع مما كان عليه عند جلوسهم. وكانت هناك أدلة أيضاً على أنهم يحرقون المزيد من السعرات الحرارية. وقال باكلي: «إذا نظرنا إلى معدل ضربات القلب، يمكننا أن نرى أنه كان أسرع في المتوسط بنحو عشر نبضات في الدقيقة عند الوقوف، وهو ما يحدث فرقاً يقدّر بنحو 0.7 سعرة حرارية في الدقيقة».
وعلى الرغم من أن هذا لا يبدو كبيراً، فإنه يضيف نحو 50 سعرة حرارية في الساعة. وإذا وقفت لمدة ثلاث ساعات في اليوم لمدة خمسة أيام، فهذا يحرق 750 سعرة حرارية إضافية، أو نحو 1 كغم من الدهون. ويعتقد باكلي أنه على الرغم من أن ممارسة الرياضة توفر العديد من الفوائد، فإن أجسامنا تحتاج إلى الزيادة الثابتة وغير المحسوبة تقريباً في النشاط العضلي، التي يوفرها الوقوف. وتساعدنا الحركة البسيطة على ضبط نسبة السكر في دمائنا. أنا أتكيف بشكل جيد مع مكتبي الجديد، فأقف حاليا أربع ساعات إضافية في اليوم وأشعر بمزيد من الإنتاجية. وعلى الرغم من أننا لا نستطيع الوقوف في العمل، فإن التعديلات الطفيفة، مثل الذهاب إلى التحدث إلى زميل بدلاً من إرسال بريد إلكتروني إليه، ستكون مفيدة.