أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
صحة

حصرُ فترة تناول الطعام مرتبط بزيادة مخاطر الوفاة بأمراض القلب والشرايين

قد لا يكون تخطي وجبة الإفطار مفيداً لصحتك، في نهاية الأمر

تتحدى دراسة جديدة رئيسة الآراءَ المؤيدة للأكل ضمن أوقات معينة (شكل من أشكال الصيام المتقطع)، بعدما وجدت أن هذه الممارسة يمكن أن تزيد بقدر كبير من فرص الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

يخلُص البحث الجديد – الذي قُدِّم إلى جمعية القلب الأمريكية American Heart Association – إلى أن حصر تناول الطعام خلال فترة تقل عن ثماني ساعات يومياً يزيد من خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة مذهلة تبلغ 91%.

أجرت الدراسة تقييماً للنظام الغذائي والنتائج الصحية لـ 20,000 مشارك على مدى 17 عاماً. ومع ذلك فقد فشلت في تحديد سبب واحد للوفاة تراجَعَ خطرُ الإصابة به عن طريق تقييد تناول الطعام في فترة زمنية مدتها ثماني ساعات.

سُجل ما مجموعه 2,797 حالة وفاة بين المشاركين في الدراسة؛ 840 منها كانت لأسباب تتعلق بالقلب والأوعية الدموية. وكان متوسط عمر المشاركين في الدراسة 49 عاماً.

كانت النتائج مفاجِئة لكبير مؤلفي الدراسة البروفيسور فيكتور وينز تشونغ Victor Wenze Zhong، رئيس قسم علم الأوبئة والإحصاء الحيوي من كلية الطب من جامعة شنغهاي جياو تونغ Shanghai Jiao Tong University School of Medicine. وقال لمجلة بي بي سي ساينس فوكس: ”كنت أتوقع أن اتباع نظام غذائي محدد بثماني ساعات على المدى الطويل سيرتبط بانخفاض خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية وحتى الوفاة بجميع الأسباب“.

وأضاف: ”على الرغم من أن هذا النوع من النظام الغذائي شاع نظراً إلى فوائده المحتملة على المدى القصير، فإن بحثنا يُظهر بوضوح أنه بالمقارنة مع نطاق وقت تناول الطعام النموذجي الذي يتراوح بين 12 و16 ساعة يومياً، فإن تقليل المدة التي نأكل خلالها لم يرتبط بالعمر المديد“. 

على الرغم من إحصائيات الدراسة المقنعة، ما زال العلماء غير واثقين تحديداً بماهية السبب الذي قد يجعل تقييد فترة تناول الطعام يزيد خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وقال تشونغ إن أحد التفسيرات المحتملة هو أن حصر ساعات الأكل يقلل من كتلة العضلات. وقال: ”لقد رُبط فقدان كتلة الجسم الخالية من الدهون Lean body mass بزيادة خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية“.

لقد اكتسب تناول الطعام حصراً بين أوقات محددة كثيراً من الاهتمام على مدى السنوات القليلة الماضية بسبب الفوائد الصحية المختلفة التي يُزعَم أنه يحققها، مثل فقدان الوزن، وانخفاض مستويات السكر في الدم والكوليسترول. ولكن حتى لو صمدت هذه الفوائد أمام التدقيق، فإن الدراسة الجديدة تلقي بظلال من الشك على فعالية هذه الممارسة على المدى الطويل.

”حصر تناول الطعام بأوقات محددة قد تكون له فوائد قصيرة المدى، ولكن ستكون آثاره ضارة على المدى الطويل“

قال د. كريستوفر غاردنر Christopher Gardner، أستاذ الطب من جامعة ستانفورد Stanford University: ”تشير هذه الدراسة إلى أن حصر تناول الطعام بأوقات محددة قد تكون له فوائد قصيرة المدى، ولكن ستكون آثاره ضارةً على المدى الطويل“. لكن غاردنر أكد أن الدراسة ما زالت في حاجة إلى مراجعة الأقران، ولم يُكشف بعد عن تفاصيل الأطعمة التي تناولها المشاركون.

يمكن لهذه المعلومات أن تكشف عن كثافة العناصر الغذائية كتفسير بديل لنتائج الدراسة، وهو ما يُقِرُّ به تشونغ.

وقال: ”بناءً على الأدلة المتوافرة حتى الوقت الحالي، يبدو أن التركيز على ما يأكله الناس أكثر أهميةً من التركيز على الوقت الذي يتناولون فيه الطعام“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى