أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
طبيعة

حفظُ الحياة البرية يمكن أن يُكلَّل بالنجاح، وفق دراسة جديدة واسعة… ولكن ”الوقت ينفد“

وجدت مراجعة كبيرة لدراسات الحفظ أن الجهود المبذولة أحدثت فرقاً حقيقياً في حماية التنوع البيولوجيBiodiversity للكوكب. لكن دراسات أخرى تقول إن ما نفعله لا يكفي

توصلت مراجعة مفصلة حول  مشروعات حفظ الحياة البرية في معظم أنحاء العالم إلى أن هذه المشروعات ناجحة حقاً في ثلثي الحالات. ومع ذلك حذَّر دعاة حفظ الأنواع الحية، مثل مقدم برنامج الحياة البرية كريس باكهام Chris Packham، من أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل من أجل منع حدوث انقراض Mass extinctions.

”سوف نحتاج إلى توسيع نطاق إجراءات الحفظ على نحو كبير إذا أردنا حقاً إحداث فرق في معالجة أزمة التنوع البيولوجي“

وجدت المراجعة، وهي الأولى من نوعها، أن مشروعات الحفظ العالمية كان لها تأثير إيجابي شامل في التنوع البيولوجي: وهو مقياس مدى التنوع في الأنواع الحية الموجودة في منطقة معينة. ومع ذلك فقد وجد التحليل أيضاً أننا سوف نحتاج إلى توسيع نطاق إجراءات الحفظ على نحو كبير إذا أردنا حقاً إحداث فرق في معالجة أزمة التنوع البيولوجي.

وقال باكهام لمجلة بي بي سي ساينس فوكس: ”الاحتفال بالنجاح مهم. لكنْ في الوقت نفسه، أحد الأسباب التي تجعلني أقول إننا لم نفعل ما يكفي هو أننا تصرفنا باستحياء إلى حد كبير. كنا نطلب باستحياء بدلاً من أن نطالب بجرأة وبقوة. حالياً الوقت ينفد منا“. شارك في الدراسة المنشورة في مجلة العلم (ساينس) Science علماء من جامعات ومؤسسات عالمية، بما في ذلك الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة International Union for Conservation of Nature (اختصاراً: الاتحاد IUCN). ولتقييم التأثير الإجمالي لأعمال الحفظ، نظروا في 186 مشروعاً للحفظ ذات تأثير قابل للقياس، من النطاق المحلي إلى النطاق القاري. وجمعوا بيانات حول مستويات التنوع البيولوجي قبل المشروعات وبعدها ووحدوا القياسات.

تُظهر مشروعات الحفظ أكبر قدر من النجاح عندما تركز على الأنواع المستهدفة وأنظمتها الإيكولوجية

ووجدوا أن أنجح عمليات الحفظ كانت تستهدف الأنواع والأنظمة الإيكولوجية. وشملت هذه الجهود مشروعات مثل مكافحة الأنواع الغازية، والحد من فقدان الموائل واستعادة الموائل، وحماية المناطق وإدارة النظم الإيكولوجية على نحو مستدام.

وهنا ”النجاح“ يعني إما تحسين التنوع البيولوجي أو على الأقل إبطاء تدهوره. وفي بعض الحالات أدى الحفظ حتى إلى منع انقراض الأنواع.

لم تتحقق بعدُ عديدٌ من أهداف الحفظ الدولية، لكن الدراسة الجديدة تقول إن السبب في ذلك هو أن الباحثين لم يفهموا من قبل ما تأثير الحفظ في الحياة البرية. إن معرفة ما إذا كانت طرق الحفظ الحالية ناجحة يمكن أن تساعد على وضع أهداف ملموسة أدق.

في حين أنه سيكون من المهم أن نُثني على النجاح في حفظ أنواع فردية ومناطق محلية، إلا أن الباحثين يقولون إنه تجب زيادة حجم الحفظ بقدر كبير، ”وخاصةً بما يتجاوز قطاع الحفظ التقليدي“، إذا أردنا عكس اتجاه أزمة التنوع البيولوجي العالمية. نجمت التهديدات التي تتعرض لها الأنواع عن تغير المناخ الناجم بدوره عن النشاط البشري وعن تدمير الموائل والتلوث.

وقال باكهام: ”في حين كنا نضع الجداول والرسوم البيانية لتوضيح التراجع الكارثي، عملنا أيضاً على تجميع مجموعة أدوات التعافي هذه… ولكن كما تُشير الورقة بوضوح وقوة، فإننا ببساطة لم نفعل ذلك بالسرعة الكافية وعلى نطاق واسع بما يكفي. هذه هي الخلاصة“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى