أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
جيولوجيا

درون ذاتية القيادة قد تكشف أسرار القارة القطبية الجنوبية

فهم العمليات التكتونية القديمة سيحسِّن توقعات ذوبان الجليد

في أعماق جليد القطب الجنوبي، تواصل القوى الجيولوجية عملَها. وفي عصرنا الحالي، تؤثر تدفقات المياه والنشاط البركاني في مقدار ذوبان الجليد وسرعته. لكن بعض العلماء يشعرون بقلق أكبر بشأن النشاط التكتوني في الماضي، إذْ قد يؤثر ذلك في مدى سرعة ذوبان الجليد الموجود فوقه نتيجة تغير المناخ.

ويتمثل التحدي في دراسة التضاريس التي يغطيها الجليد. هنا يأتي دور الدرون ألترا ULTRA (ألترا هي اختصار لعبارة النقل غير المأهول منخفض التكلفة Uncrewed Low-cost TRAnsport) (إلى اليسار): وهي طائرة ذاتية التحليق صممتها مجموعة ويندريْسرز Windracers لتعمل في البيئات القاسية. وتخططُ هيئة المسح البريطانية للقارة القطبية الجنوبية British Antarctic Survey (اختصاراً: الهيئة BAS) لاستخدام الدرون لاكتشاف كيف يمكن للأحداث التكتونية التاريخية أن تؤثر في ذوبان الجليد في المستقبل، على أمل تحسين دقة التنبؤات.

قال د. توم جوردان Tom Jordan، عالم فيزياء الطيران في الهيئة BAS، إن هذه التكنولوجيا ستغير مستقبل المراقبة العلمية في القارة القطبية الجنوبية وفي معظم أنحاء العالم. وقال لمجلة بي بي سي ساينس فوكس BBC Science Focus: ”إنها تفتح كثيراً من الأبواب“. الدرون قادرة على حمل مجموعة من أجهزة الاستشعار فوق القطب الجنوبي ستضطلع بمسح التضاريس الطبيعية تحت الجليد، في حين يمكن للطيار الذي يشغلها والفريق العلمي البقاء بأمان في معسكر القاعدة.

سيكون د. جوردان ضمن فريق من الهيئة BAS ومجموعة Windracers سيختبر الدرون في القارة القطبية الجنوبية على مدار شهر في النصف الأول من 2024. وقال: ”إنّ القارة القطبية الجنوبية هي المكان الذي لدينا أقل قدر من المعلومات عنه على هذا الكوكب“. وفي بعض الأماكن، لا توجد بيانات تكتونية على الإطلاق، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى محدودية الوقود. ستسمح الدرون ألترا ULTRA للعلماء بإنتاج مسوحات أشمل تمكنهم من رسم خريطة لما هو مخبأ تحت الجليد.

وفي المستقبل، يمكن إرسال أسراب من الدرونات المزودة ببرمجيات الذكاء الاصطناعي إلى القارة القطبية الجنوبية لاستكمال المهام المنسقة ذاتية التوجيه.

ما الذي ستبحث عنه الدرون ألترا ULTRA؟

يمكن للدرون ألترا ULTRA أن تحمل شحنات كبيرة يصل وزنها إلى 100 كغم (220 رطلاً) وأن تطير مسافة 1,000 كم (621 ميلاً) مع استخدام وقود أقل بنسبة 90% من الطائرات الحالية، مما يسمح بإرسالها إلى مواقع نائية. الدرون مزودة بأرضية متحركة قابلة للإزالة، وهي قادرة على استيعاب مجموعة من أجهزة الاستشعار. ستساعد ثلاثة أجهزة استشعار، على وجه الخصوص، العلماءَ على تكوين صورة أوضح للعالَم التكتوني تحت جليد القطب الجنوبي:

أجهزة الاستشعار المغناطيسية تكتشف تكوين وأنماط الصخور المختلفة.

أجهزة استشعار الجاذبية تقيس كثافة الصخور.

أجهزة الاستشعار الرادارية تحسب سُمك الجليد باستخدام أصداء الراديو النبضية. وسيستخدم العلماء أيضاً كاميرا إشارة طيفية وكاميرات عالية الدقة لقياس المياه الذائبة ومراقبة مجموعات الحياة البرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى