أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
طب وصحة

هل تدخين السجائر الإلكترونية يضر بصحتك؟

مايكل موزلي Michael Mosley هو كاتب علمي ومقدم برنامج «ثق بي، أنا طبيب » على قناة BBC الثانية. وآخر مؤلفاته كتاب بعنوان «حمية الأمعاء الذكية.
من بين أكثر الإحصاءات التي رأيتها مؤخراً تشجيعا هو انخفاض معدلات التدخين، وصولاً إلى أدنى مستوى له على الإطلاق، وهو 14.9 % من السكان. فهناك العديد من الأسباب لهذا، ومن أهمها رواج تدخين السجائر الإلكترونية Vaping . فقد راجت السجائر الإلكترونية بفضل النهج الذي اتبعته حكومة المملكة المتحدة، والذي أبقى الضرائب عليها منخفضة؛ مما سمح بازدهار سوقها. وهناك شائعات مفادها أن الضرائب على السجائر الإلكترونية قد تزيد عما قريب. ومن الناحية الصحية، قد يثبت ذلك أنه أمر مؤسف.
للمرة الأولى تعرفت على السجائر الإلكترونية عندما طُلب إلي إعداد برنامج عنها لقناة هورايزن Horizon . كجزء من الفيلم الوثائقي، دخّنت السجائر الإلكترونية بكثافة. ولم يسبق لي أن دخّنت أي شيء من قبل، وأردت أن أتعرف على التأثيرات التي قد تنجم عن استنشاق شخص غير مدخن للنيكوتين في شكل سيجارة إلكترونية.
يقول مشجعو السجائر الإلكترونية إن تدخينها يسهل على المدخنين الإقلاع عن التدخين بطريقة أكثر أماناً للحصول على جرعة من النيكوتين. ويقول المنتقدون إننا نراهن على تقنية لا نفهمها، وقد تشجع غير المدخنين على البدء. إذاً، أي الفريقين على حق؟ استنتجت دراسة لدائرة الصحة العامة الإنجليزية أن السجائر الإلكترونية أقل ضررا بنسبة 95 % من السجائر العادية. ووجدت الدراسة أن أعدادا متزايدة من الناس يعتقدون أن السجائر الإلكترونية ضارة بالقدر نفسه، أو ربما أكثر ضررا، من التدخين.
لماذا يشعر الناس بالقلق منها؟ ربما بسبب موجة من المقالات الصحافية المثيرة للخوف، مثل دراسة أمريكية ألهمت هذا العنوان: «السجائر الإلكترونية تسبب تحطم الحمض النووي وموت الخلايا. » وفي هذه الدراسة أخذ الباحثون خلايا بشرية وعرضوها لبخار السجائر الإلكترونية لبضعة أشهر. وجد الباحثون أن بعض الخلايا أظهرت علامات على تلف الحمض النووي، من النوع الذي «قد يهيئ الساحة للسرطان.»
إنه لأمر مخيف. فقد نقلت الصحيفة عن الباحث الرئيسي للدراسة قوله إن السجائر الإلكترونية «ليست أفضل من تدخين السجائر العادية. » وما لم يوضحه الباحثون هو أنهم عرّضوا أيضاً خلايا بشرية مماثلة لدخان التبغ. وكل الخلايا التي تعرضت لدخان التبغ ماتت في غضون 24 ساعة.
بالنسبة إليّ، يبدو ذلك دليلا مقنعا على أن بخار السجائر الإلكترونية أقل ضررا بكثير. فعندما دخّنت السجائر الإلكترونية، كنت قلقا من أن أدمن على النيكوتين. ومع ذلك، فعندما توقفت عن تدخينها، لم يحدث شيء. وعندما قفزت من سريري، لم أشعر برغبة ملحة في الوصول إلى سيجارتي الإلكترونية.
بعد الدردشة مع الخبراء، اكتشفت أنه على الرغم من أن السجائر تسبب إدمانا قوياً، فإن النيكوتين وحده رُبّما لا يسبب الإدمان. لا أحد يعرف على وجه اليقين سبب ذلك، لكن الأبحاث التي أجريت على الحيوانات تشير إلى أن النيكوتين أكثر تسببا في الإدمان عند استخدامه مع المركبات الكيميائية الأخرى الموجودة في السجائر العادية. ومع ذلك، فالمبرر الرئيسي لتدخين السجائر الإلكترونية هو أنها قد تساعد الراغبين في الإقلاع عن التدخين على التوقف.
ولكن هل تفعل ذلك؟ أجُري عدد قليل من التجارب فيها المتُحكّم العشوائية، لكن عندما أجرت قناة هورايزن دراسة صغيرة أعطينا فيها – بشكل عشوائي – مجموعة من المدخنين الشرهين إما سجائر إلكترونية أو لصاقات النيكوتين أو حملناهم على الإقلاع عن تلك العادة فجأة، فوجدنا أن مدخني السجائر الإلكترونية ومستخدمي اللصاقات كانوا أكثر نجاحا في التوقف عن التدخين. ولكن السجائر الإلكترونية ليست خالية من المخاطر؛ فبعد شهر من تدخينها بكثافة، ظهرت علامات على إصابتي بالتهاب رئوي )شفي بسرعة عندما توقفت(، لذلك لا أشجع أبداً غير المدخنين على البدء بتدخينها.
ولكن انظر إلى البديل. عالمياً، ينفق بليون شخص نحو 500 بليون جنيه إسترليني سنوياً على السجائر، ونصفهم سيموتون بسبب الأمراض المرتبطة بالتدخين. وفي المملكة المتحدة يقتل التدخين نحو 78,000 شخص سنويا، أي ربع إجمالي الوفيات. ولذلك، فإن أي شيء يخلّص الناس من السجائر سينقذ حياة كبير من الأشخاص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى