أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
بيئة

هل تُسبب الثلوج والأمطار زلازل متتابعة؟

زيادة المياه قد تؤثر في ضغط السوائل في شقوق الأرض... والتغير المناخي سيزيد الأمر سوءاً

عندما يتعلق الأمر بتحديد سبب الزلازل، قد نظن أن الإجابة تكمن فيما يحدث تحت قشرة الأرض. ولكن، وفقاً لبحث جديد، ربما ينبغي لنا أن ننظر إلى السماء.

نشر علماء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT في مجلة تقدم العلوم (ساينس أدفانسس) Science Advances نتائج بحث تشير إلى أن زيادة تساقط الثلوج والأمطار الغزيرة المرتبطة بتغير المناخ يمكن أن تساهم في حدوث زلازل في معظم أنحاء العالم. ويأتي ذلك بعد تتبعهم النشاط الزلزالي في شبه جزيرة نوتو Noto Peninsula اليابانية التي ضربتها مئات الزلازل في السنوات الأخيرة، بما في ذلك زلزال بقوة 7.6 درجة في يناير 2024.

يسود الاعتقاد بأن شمال اليابان يشهد منذ العام 2020 ”سلسلةً“ جديدة من الزلازل المتعاقبة، وهو نمط من الزلازل المتعددة والمستمرة. وحاول فريق معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بالتعاون مع زملائهم في اليابان، تحديد الأسباب التي تساهم في تكرار حدوث الزلازل على هذا النحو. وما وجدوه هو أنه في حين أن الزلازل التي حدثت قبل العام 2020 بدت متفرقة وغير ذات صلة، فإن توقيت الزلازل اللاحقة كان على صلة قوية بالظروف الجوية، وخاصة بالتساقط الكثيف للثلوج.

وتقترح الدراسة أن الثلوج ومياه الأمطار يمكن أن تؤثر في ”ضغط السائل المسامي“ Pore fluid pressure تحت الأرض، وهو مقدار ضغط السوائل داخل الشقوق في الصخر الأساس للأرض Earth’s bedrock. وهذا بدوره يمكن أن يكون له تأثير كبير في مدى سرعة انتقال الموجات الزلزالية Seismic waves تحت الأرض.

ويرجح الفريق أن تغير المناخ يمكن أن يكون له تأثير كبير في الزلازل على كوكبنا في المستقبل القريب. قال د. ويليام فرانك William Frank، مؤلف الدراسة: ”إذا كنا نتجه نحو مناخ يتغير، مع هطل أمطار أكثر غزارة، ونتوقع إعادة توزيع المياه في الغلاف الجوي والمحيطات والقارات، فذلك سيغير الحِمل على القشرة الأرضية وسيكون له تأثير بالتأكيد“. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى