هل يمكن أن أكون سيكوباثيا من غير أن أعلم؟
إذا كنتَ سيكوباثيا (معتلاً عقلياً) Psychopath بالمعنى الهوليوودي للكلمة (فكِّرْ في هانيبال ليكتر مثلاً)، فسيكون من الغريب ألَّا تدرك، على الأقل، أنك «مختلف»، وببساطةٍ لستَ لطيفاً. حيث إن هذا النوع
من السيكوباثيين هو في الأساس ساديٌّ عدواني، يختبئ وراء قناع من السحر السطحي.
غيرَ أن إدراك علماء النفس يتزايد بشأن إمكانية تحقيق درجة عالية في واحد أو أكثر من اختبارات سمات الشخصية Personality traits السيكوباثية من غير وجود ميول إلى الإجرام والعنف. هذه السمات، التي نسجلها جميعاً بدرجات متفاوتة، تشمل «الاندفاعية المتركزة على الذات» (كم أنت أناني)، و«البرود العاطفي» (إلى أي مدى أنت منفصلٌ عن معاناة الآخرين)، و«الهيمنة الجريئة» (أن تكون أقل عرضةً للخوف والتوتر والقلق).
يميل الرجال، في المتوسط، إلى تحقيق درجات أعلى في هذه السمات من النساء. ولا تُخبرْ رئيسك في العمل، لكن الأشخاص الذين يشغلون مناصب إدارية أيضاً يحققون بوجه عام درجاتٍ أعلى، وكذلك حال من يتخذون آراء يمينية متطرفة أو عنصرية.
ومع ذلك يمكن أن تكون «الهيمنة الجريئة» مفيدةً جداً في بعض مجالات العمل التي تنطوي على تحديات أو تكون محفوفة بالمخاطر، مثل الجراحة أو مهمات القوات الخاصة أو رياضة النخبة أو القيادة السياسية. إن لم يزعجْك شَقُّ جسد شخصٍ ما، أو القفز بالمظلات خلف خطوط العدو، أو الظهور أمام الآلاف، أو اتخاذ قرارات تؤثر في الملايين، ففرصتُك كبيرة لتحقيق درجات عالية في تلك السمة. ربما من غير أن تدرك أنك قد تكون ما يسميه علماء النفس «سيكوباثيا ناجحا».