هل يساعدنا الشعور بالسعادة على مقاومة الأمراض المعدية؟
سمعنا جميعاً بمقولة “إنّ الضحك أفضل دواء”. وقد لا يخلو هذا القول من الصحة؛ فقد أظهر عديد من الدراسات أن الأشخاص الذين يُبلِغون عن سعادة أكبر يميلون إلى تحقيق نتائج طبية أفضل.
على سبيل المثال اختبرت دراسة أُجريت في العام 2017 في جامعة نوتنغهام University of Nottingham تأثير الحالة المزاجية في 138 متقاعداً لدى تلقيهم لقاح الإنفلونزا الموسمية. وتبين أن الذين شعروا بالسعادة في يوم التطعيم أفرزوا مزيداً من الأجسام المضادة لمكافحة الإنفلونزا. كما أظهر عمل سابق في جامعة ييل Yale University وجامعة فلوريدا University of Florida أيضاً أن الحالة المزاجية تؤثر في تنشيط الجينات التي تقاوم المرض.
لكن هل السعادة سبب في أننا نتمتع بصحة جيدة أو العكس؟ فربما كان ما يحصل هو أن الأشخاص الذين لديهم أجهزة مناعية قوية لديهم أيضاً بنحو طبيعي مستويات أعلى من المواد الكيميائية الأخرى في الدماغ التي تعمل على تحسين الحالة المزاجية.
هناك تفسير تطوري محتمل هنا. تطوَّرَ البشرُ بوصفهم كائنات اجتماعية تتعاون ضمن مجموعات لتأمين الغذاء وحماية أنفسهم من الحيوانات البرية. كنا أكثر سعادة مع شبكة لصيقة من الأصدقاء وأفراد العائلة؛ لأن هذا أدى إلى تحسين فرصنا في البقاء على قيد الحياة. لكن المجموعات المتقاربة اجتماعياً هي أيضاً أرض خصبة لانتشار عدوى الجهاز التنفسي مثل الإنفلونزا ونزلات البرد، لذلك كنا في حاجة إلى زيادة نشاط الجينات التي تقاوم هذه الأمراض.
أما بالنسبة إلى من اختاروا العزلة، فلم تكن الأمراض المعدية مشكلة كبيرة، وربما مُنحت الأولوية لديهم للجينات التي تساعد على التعافي من الإصابة الجسدية بدلاً من ذلك.