”أرض غريبة“ مشابهة لكوكبنا قد تنعم بالحياة

قد تكون البشرية أقرب إلى العثور على موطن ثانٍ لها، وذلك بفضل اكتشاف كوكب جديد بحجم الأرض، قد يوفر الظروف الملائمة لنشوء الحياة البشرية. إذا كان لهذا الكوكب غلاف جوي، يقدر علماء الفلك أنه قد يحتوي أيضاً على الماء، وربما، ربما فقط، على أشكال من الحياة على سطحه.

الدراسة الجديدة التي نُشرت في الإشعارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية Monthly Notices of the Royal Astronomical Society، تتعلق بالكوكب المكتشف في الفضاء الخارجي، وهو كوكب صخري يُعرَف باسم غليز 12 بي (Gliese 12 b). تعادل الحرارة على سطح هذا الكوكب درجة حرارة سطح المملكة المتحدة نفسها خلال موجة الحر التي شهدتها في العام 2022 – 42˚س (107˚ف) – وهذا يجعله، من الناحية النظرية، صالحاً للعيش.

على الرغم من أن درجة الحرارة على كوكب غليز 12 بي أعلى بكثير من متوسط درجة حرارة سطح الأرض النموذجية البالغة 15˚س (59˚ف)، يُعَد مناخ الكوكب بارداً على نحو غير معتاد؛ فهو واحد من أكثر الكواكب الخارجية Exoplanets برودة من بين 5,000 كوكب خارجي مكتشفة حتى الوقت الحالي.

قال د. توماس ويلسون Thomas Wilson، عالم الفيزياء الفلكية من جامعة وارويك University of Warwick وأحد العلماء المشاركين في الدراسة: ”يُعَد هذا الاكتشاف مهماً حقاً، وسيساعدنا في أبحاثنا حول الكواكب المشابهة للأرض في معظم أنحاء مجرتنا. ما يجعلنا متحمسين للأمر هو أنه أقرب كوكب نعرفه إلى الأرض من حيث الحجم ودرجة الحرارة“.

وأضاف ”الكواكب المشابهة لغليز 12 بي قليلة جداً ومتباعدة، لذا فإن قدرتنا على فحص أحدها من كثب ومعرفة مزيد عن غلافه الجوي ودرجة حرارته أمر نادر جداً“.

اكتشف ويلسون وفريقه الكوكبَ الذي يبعد عنا 40 سنة ضوئية في كوكبة الحوت Constellation of Pisces، وهو يدور حول نجم قزم أحمر Red dwarf star بارد يسمى غليز 12. الكوكب مشابه في الحجم للأرض ويدور حول نجمه كل 12.8 يوم – ومن ثم فإن ”السنة“ لديه أقصر بكثير من سنتنا ذات الـ 365 يوماً.

ولكن معرفة ما إذا كان لكوكب غليز 12 بي غلاف جوي، وفي حال كان الأمر كذلك، ممَ يتكون، سيكون أمراً حاسماً لمعرفة ما إذا كان قادراً على الاحتفاظ بالمياه السائلة، ومن ثم توفير الظروف الضرورية للحياة.