قد تكون نسخة لوحة الموناليزا هذه ضبابية بعض الشيء، لكنها لا تزال أفضل جهد رأيناه على الإطلاق لمحاكاة هذه التحفة الفنية باستخدام البكتيريا المعدلة وراثياً. فقد أنتج الصورةَ علماءٌ إيطاليون في جامعة سابينزا Sapienza University بروما.
لم يحاول الباحثون تنفيذ نوع من الاحتيال الفني باستخدام الجراثيم، بل كانوا يبحثون في طرق لتحريك أعداد كبيرة من البكتيريا عندما تؤمر بذلك. ولعمل ذلك، عدّل الفريق الحمض النووي لبكتيريا إي. كولاي E.Coli حتى ينتج بروتين البروتيورودوبسين في سياطها Flagella الضئيلة- وهي «الذيول » التي تستخدمها البكتيريا في التنقل. ويتسم البروتيورودوبسين بحساسيته للضوء، ويستخدم في بعض الكائنات المجهرية لتوليد الطاقة.
وكما قال الكاتب الرئيسي للبحث، الدكتور جياكومو فرانجيباني: «مثل المشاة الذين يبطئون سيرهم عندما يواجهون حشداً، أو سيارات عالقة في ازدحام مروري، تقضي البكتيريا السابحة وقتا أطول في المناطق البطيئة منها في المناطق الأسرع. وقد أردنا استغلال هذه الظاهرة لنرى ما إذا كان بإمكاننا تشكيل تركّز البكتيريا باستخدام الضوء.»
يعني وجود البروتيورودوبسين في سياط البكتيريا أنه يمكن تحريضها على التحرك بوتيرة أسرع أو أبطأ، اعتمادا على مقدار الضوء الذي تتعرض له. تتكتل البكتيريا البطيئة الحركة معا )لتشكل المناطق الداكنة في الصورة(، في حين تنتشر البكتيريا السريعة الحركة على مسافات متباعدة )فتُنشئ المناطق الفاتحة في الصورة(. وبالتحكم في حركة البكتيريا، يأمل الباحثون ببناء «ماكينات » مجهرية لتوصيل الأدوية إلى داخل الجسم. وكذلك قد تكون لهذه التقنية تطبيقات في الطباعة الثلاثية الأبعاد.
