أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
تكنولوجيا

باحثا معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا صمما جهازاً يُلبس باليد يمكن أن يؤثر في محتوى الأحلام

يمكن استخدام التكنولوجيا لإجراء مزيد من التجارب حول الكيفية التي تؤثر بها الأحلام في العاطفة والإبداع والذاكرة.

مهندسا الطب الحيوي
آدم هار هورُفيتز وتوماس فيغا Adam Haar Horowitz and Tomás Vega

دراستكما هي حول ‘توليد الحلم المستهدف’ Targeted Dream Incubation. ما الذي يعنيه هذا بالضبط؟
آدم: باختصار، الفكرة هي أنه يمكنك استهداف محتوى معين يمكن توليده في الأحلام، وهو نوع من التفسير المبسط، ولكن منذ فترة طويلة وعبر التاريخ جرت محاولات لجعل أشخاص يحلمون بشيء محدد. ففي جزء منه، الاهتمام إكلينيكي – فنحن نريد تجنب الكوابيس، على سبيل المثال. وفي جزء ثان، الأمر علاجي – نريد من الناس المساعدة على التعامل مع الجانب العاطفي لبعض المحتوى. وفي جزء ثالث، يعتمد على الذاكرة، إذا حلمت بشيءٍ ما، فستتذكره بشكل أفضل عندما تستيقظ.
إذن، هناك العديد من الأسباب وراء الرغبة في جعل شخص ما يحلم بشيء معين، لكن الأمر فشل على الدوام تقريباً على مدار المئة عام الماضية. وما حاول الناس فعله هو عرض بعض المحتوى على أشخاص أثناء استيقاظهم، ثم إيقاظهم بعد أربع ساعات أثناء مرحلة نوم حركة العين السريعة REM cycle ومعرفة ما إذا حلموا بما رأوه عندما كانوا مستيقظين.
الشيء الأساسي الذي فعله فريقنا بشكل مختلف هو استهداف فترة اسمها مسلٍ إذ تُسمى على نحو مختلف نوم ‘حركة العين السريعة الخفية’ Covert REM أو‘مرحلة النوم الأولى’ Stage1 sleep، وهي تحدث تماماً في بداية النوم. إنها فترة تشبه مرحلة حركة العين السريعة من النوم على مخطط الدماغ الكهربائي EEG، ومن الناحية التجريبية هي أيضاً مثل مرحلة حركة العين السريعة – لديك أحلام – لكنك لست فاقداً للوعي تماماً؛ وليس لديك انقطاع حسي عن العالم ولا يزال بإمكانك أن تسمع. ونظراً لأننا استهدفنا تلك الفترة المبكرة، فقد نجحت كثيراً على نحو أفضل من المحاولات السابقة في توليد الحلم المستهدف Targeted [dream] incubation.

أخبرنا عن الجهاز القابل لبسه في كف اليد، دورميو DORMIO، المصمم للاستخدام في تجاربكم.
توماس: يحتوي هذا الجهاز الجديد الذي يمكن لبسه في كف اليد على ثلاثة أجهزة استشعار: إنه يقيس معدل ضربات القلب باستخدام جهاز استشعار بصري. ويقيس النشاط الكهروحراري، وهو مقياس الإثارة، باستخدام الموصلية بين قطبين على جلدك؛ ويقيس قوة العضلات من خلال انثناء الأصابع. وكل هذا مضمن في جهاز يمكن ارتداؤه على شكل قفاز. ويُطلب إلى المستخدمين إغلاق أيديهم عندما يذهبون إلى النوم وباستخدام خوارزمية خاصة طوّرناها في مختبر ميديا لاب Media Lab، في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT، فإننا نستخدم هذه الإشارات الثلاث المختلفة لإظهار أن المستخدم يدخل مرحلة النوم الأولى، ثم نشغل إشارات صوتية Audio cues.

ما نوع الإشارات الصوتية التي تستخدمونها؟
آدم: لقد جربنا الأصوات المحيطة، مثل الأغاني أو أصوات من البيئة. لكنني أعتقد أن الشيء الأفضل هو صوت يقول “تذكر أن تفكر في الأفيال”، على سبيل المثال. ويؤدي ذلك إلى تنشيط مناطق المهام في الدماغ بشكل طفيف، لأنك تريد في الواقع أن يستيقظ الناس قليلاً لاستعادة بعض السيطرة المعرفية حتى يتمكنوا من توجيه أحلامهم.
كلما بدا الأمر كأنه مهمة، زاد تفاعل مناطق المهام. فمناطق المهام في الدماغ هي مناطق تحكم معرفي Cognitive control، لكنها مرتبطة باليقظة. لذا، فإن نوع الإشارة التي تقدمها سيؤثر في نوع حالة النوم التي تضع فيها شخصاً ما. ولكن إذا تركتهم ينامون بداية المرحلة الثانية من نومهم، فسيحلمون بفنون الدفاع عن النفس أو أي شيء آخر يريدونه. بالطريقة نفسها التي يعمل بها الحلم الواعي Lucid dream، تحتاج إلى إشراك بعض مناطق التحكم المعرفي هذه. ولكنك لا تريدهم أن يكونوا نشطين تماماً لأنه عندئذ يكون لديك شخص مستيقظ تماماً. إنه مكان بين الاثنين.

لقد بدأتما في البداية بتجربة استخدام القفاز على أنفسكم. ما نوع التجربة التي خضتموها؟
توماس: أردت أن أحلم بأقزام أومبا لومبا [وهي شخصيات خيالية من فيلم مصنع الشوكولاتة Chocolate Factory] لأنني أجدها مخيفة جداً. لذلك سجلت صوتي وأنا أقول “احضري واظهري يا أقزام الأومبا لومبا”
Oompa Loompa doompity doo. أعتقد أنه إذا كان الصوت صوتك؛ فأنت أكثر قابلية للتأثر بالإيحاء، لأنك تثق بصوتك. ومن ثم، كنت في حالة من الهيبناغوجيا(الهلوسة التنويمية) Hypnagogia الحالة التي نبدأ فيها نحلم قبل أن نفقد الوعي تماماً [ثم تركت نفسي تنجرف إلى المرحلة الثانية من النوم ثم سألت نفسي من خلال إشارة صوتية ثانية “بماذا تحلم؟” وحلمت بأنني كنت في نافورة من الشوكولاتة فيها شلال. ولكن الشيء الرائع هو أنها لم تكن مجرد شوكولاتة، كانت خالية من اللاكتوز، شوكولاتة داكنة. فهذا مثير للاهتمام لأنني أعرف عن وعي أنني أعاني عدم تحمل اللاكتوز وأتناول الشوكولاتة الداكنة فقط. كنت أعرف بالفعل في عقلي الباطن أنه لا ينبغي أن آكل الشوكولاتة بالحليب. لذلك، وجدتُ أقزام أومبا لومبا تغني وترقص حوْلي، في حين كنت أسبح في شوكولاتة داكنة خالية من اللاكتوز.
لقد تركت نفسي أغفو مرة أخرى واستيقظت على إشارة صوتية ثانية تسألني عما كنت أحلم به. وكنت مرة أخرى في نافورة الشوكولاتة الداكنة الخالية من اللاكتوز، لكنني كنت أبرمج. كان ذلك غريباً. لماذا أبرمج في نافورة شوكولاتة؟ ولكنني كنت قد انتهيت مؤخراً من كتابة شيفرة وتحميلها قبل أن أنام، لأرى كيف أن هناك المزيد من السلوكيات الواعية المضمَنة في هذه التفاعلات اللاواعية/الواعية.

أجريتم أيضاً تجربة أكبر على 50 مشاركاً. ما الذي وجدتموه؟
آدم: أظهرنا شيئين. الأول، أنه يمكننا توليد محتوى معين بشكل موثوق به – في هذه الدراسة كان الحلم بشجرة. والآخر هو أنك إذا خذت مقاييس موضوعية وذاتية للإبداع، فإن الأشخاص الذين يحلمون بالأشجار يحققون أداءً أفضل في الاختبارات الإبداعية حول موضوع ‘الشجرة’ مقارنة بالأشخاص الذين لا يحلمون بالأشجار، أو الأشخاص المستيقظين طيلة المقدار نفسه من الوقت ويفكرون في الأشجار.

ما هي التطبيقات المحتملة في المستقبل؟
آدم: أنا مهتم بمعالجة الكوابيس. أعتقد أنه سيكون إنجازاً مهماً حقاً إذا تمكنا من توجيه الأحلام لدى أشخاص لديهم الكثير من القلق بشأن النوم.
حسناً، اضطراب ما بعد الصدمة PTSD هو المثال المتطرف، ولكن هناك الكثير من الأشخاص الذين لا يعانون اضطراب ما بعد الصدمة ولكن يحلمون بكوابيس يريدون التعامل معها. وبالنسبة إلى هؤلاء، فإن بداية النوم على وجه التحديد هي أسوأ جزء من الليل لأنهم يخافون من النوم. ويحتاجون إلى وقت طويل قبل ذلك ليناموا وعندما يذهبون إلى النوم يستيقظون بسبب الكابوس، لذلك يتعين عليهم المرور بمرحلة بداية النوم مرة أخرى. تحسين بداية النوم، وذاك القلق، كما أعتقد، سيكون هدفاً رائعاً حقاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى