التغييرات التي يمر بها جسد الأم في أثناء الحمل معقدة واستثنائية، وتتجاوز إلى حد بعيد انتفاخ البطن والوحام وتورم الكاحلين. تعاني عديد من النساء أيضاً تغيراتٍ عقلية، مثل النسيان وضبابية التفكير وضعف الانتباه والتركيز. يشار إلى هذا عادة باسم ”نسيان الحامل“ (عقل الطفل) Babay brain ويصف الشعور العام بعدم اليقظة وبطء الاستجابة. لقد أثبت العلماء أنه حقيقي وأن الدماغ يخضع لتغييرات فسيولوجية.
يمكن أن تظهر الأعراض في وقت مبكر منذ الثلث الأول First trimester من الحمل ويمكن أن تستمر سنوات، حتى بعد ولادة الطفل. على الرغم من أن الأسباب الكامنة وراء ذلك غير مفهومة تماماً، فإن هناك بعض الأشياء التي نعرفها والتي قد تساهم في التدهور المعرفي Cognitive decline. المؤقت للأمهات.
التغيرات الهرمونية
خلال فترة الحمل تختبر المرأة تغيرات هرمونية كبيرة، بما في ذلك ارتفاع حاد في هرموني الاستروجين والبروجسترون. المستويات المرتفعة من هذين الهرمونين لها تأثير هائل، جسدياً وعقلياً. يمكن أن تؤثر في قدرتنا على التفكير بوضوح والتركيز واسترجاع المعلومات، مما يسبب شعوراً بالتشتت الذهني. لقد وجدت الدراسات أن النساء الحوامل قد يجدن صعوبة خاصة في تذكر المواقع والعلاقات المكانية بين الأشياء، وهي وظيفة معرفية تعرف باسم الذاكرة المكانية Spatial memory. وهذا يفسر سبب بحث كثير من الحوامل دائماً عن مفاتيح سياراتهن! يمكن أن يكون الحمل أيضاً فترة مرهقة ومستويات التوتر المرتفعة تؤدي إلى إطلاق هرمون التوتر الكورتيزول المعروف بتأثيره في وظائف المخ بما في ذلك الذاكرة والانتباه واتخاذ القرار.
الحرمان من النوم
مع الأسف يصاحب تربية الطفل ورعايته في أكثر الأحيان حرمان شديد من النوم. يمكن أن يبدأ الأرق في وقت مبكر من الحمل وبمجرد ولادة الطفل، ويقل عدد ساعات النوم. يمكن أن يساهم ذلك في التشتت الذهني لأن النوم ضروري للدماغ لاستعادة مستويات الطاقة والاضطلاع بمهام ترميمية مهمة، مثل إزالة النفايات السامة وإصلاح خلايا الدماغ، مما يضمن استيقاظنا وشعورنا بالانتعاش والحيوية. يمكن أن تؤدي قلة النوم الجيد إلى ضعف الذاكرة والتركيز والشعور العام بأنك مثل ”الزومبي“.
تغيرات في تركيبة الدماغ
توصلت دراسات حديثة إلى أن أدمغة النساء في أثناء الحمل تمرّ ببعض التغييرات الهيكلية والفيزيائية المذهلة التي قد تساهم في حدوث التشتت الذهني. اكتشف العلماء أن أدمغة النساء الحوامل قللت بقدر كبير من حجم المادة الرمادية Grey matter في المناطق المرتبطة بمعالجة المعلومات الاجتماعية. يُعتقد أن هذه التغييرات التكيفية تساعد على تحسين أداء الدماغ وتهيئته لسلوك الأم، مثل تعلم قراءة عدد كبير من تعبيرات الطفل وتشكيل ارتباط قوي بين الأم والطفل. لذلك، في حين أن النساء الحوامل قد يفقدن مفاتيح سياراتهن بنمط متكرر، إلا أنهن على أتم الاستعداد لرعاية أطفالهن، على الرغم من التشتت الذهني.
من المفهوم أن التشتت الذهني قد يكون محبطاً ومزعجاً في بعض الأحيان، إلا أنه من المهم ملاحظة أنه أحد أعراض الحمل الطبيعية والشائعة، وأن الارتباك في التفكير يتلاشى في النهاية. كل هذا جزء من أسلوب الجسم للانتقال إلى الأمومة. HM
Elliot Savage, Derby
إنه اختبار التعرف على الذات. ضع بقعة من السخام على أنف الطفل ثم ضعه أمام المرآة. حتى سن 18 شهراً أو نحو ذلك، لن يفهم الطفل شيئاً. فهو لا يمكنه التعرف على انعكاس صورته ولذا لا يظن أن وجود السخام غريب. كرر التمرين مع طفل يبلغ من العمر عامين (ولكن حظاً سعيداً في جعله يقف بثبات). يلامس معظم الأطفال في هذا العمر العلامة القذرة التي يفسرها علماء النفس على أنها علامة، ليس فقط على أن الطفل يمكن أن يتعرف على صورته، بل على أنه صار مدركاً لذاته Self-aware.
وضع الاختبار في العام 1970 عالم النفس الأمريكي غوردون غالوب جونيور Gordon Gallup Jr الذي أراد معرفة ما إذا كانت الحيوانات قادرة على التعرف على نفسها. منذ ذلك الحين خضع عديد من الحيوانات للاختبار، لكن قلة منها اجتازته، ومن بينها القردة الكبيرة، والحيتان القاتلة، والدلافين قارورية الأنف، والعقعق الأوراسي، وسمكة منظِّفة تسمى سمكة الورأس Wrasse والفيل الآسيوي. أما الحيوانات التي فشلت في الاختبار فتشمل الباندا العملاقة وأسود البحر والببغاوات وغربان كاليدونيا الجديدة وقرود المكاك المختلفة… والقطط والكلاب.
تعتمد الكلاب بقدر كبير على حاسة الشم، لذلك يجادل النقاد بأن اختبار المرآة غير عادل للكلاب. أفضل تجربة هي جمع عينات بول حديثة من كلبك وكلاب أخرى، ثم مراقبة ردود أفعال الكلب تجاهها. وجد الباحثون، ليس فقط أن الكلاب يمكنها تمييز رائحتها عن رائحة الكلاب الأخرى، ولكن أيضاً عندما تلوث تلك الرائحة برائحة إضافية – مثل تلويث وجوه الأطفال بالسخام – فإنها تقضي وقتاً أطول في شمها. هذا يشير إلى أن الكلاب يمكن أن تتعرف على نفسها في نهاية الأمر. ماذا عن القطط؟ حظاً سعيداً في إقناعها بفعل أي شيء تريده منها أياً كان! HP
India Kelly, Via Email
تأثير دوبلر Doppler Effect الذي وصفه الفيزيائي النمساوي كريستيان دوبلر Christian Doppler أول مرة في العام 1842، هو مفهوم أساسي في الفيزياء. يصف التغيير الظاهر في الطول الموجي Wavelength (أو الترددFrequency) لظاهرة الموجة لمراقب يتحرك بالنسبة إلى مصدر الموجات.
أسهل طريقة لفهم الظاهرة هي التفكير في الموجات الصوتية. يتميز الصوت بالمسافة بين الموجات الصوتية المتتالية، وهو طوله الموجي. تدرك الأذن البشرية هذا على أنه ”طبقة“ Pitch الصوت. تكون الأصوات ذات الموجات القصيرة أعلى حدةً مقارنة بالأصوات ذات الأطوال الموجية الأطول. حالياً إذا كان مصدر الصوت يتحرك نحوك، فإن الموجات تنضغط معاً ويختصر طولها الموجي بنحو فعال، ومن ثمّ تكون طبقة الصوت أعلى. على العكس من ذلك إذا كان مصدر الصوت يتحرك بعيداً عنك، فإن الموجات تتباعد ويكبر طول الموجة، أي تكون درجة الصوت أقل.
هذا هو السبب في أن صوت سيارة السباق، على سبيل المثال، ينتقل من نغمة عالية إلى نغمة منخفضة عند اقترابها ومرورها بالقرب منك ثم ابتعادها عنك. يمكنك بسهولة سماع تأثير دوبلر عندما يتحرك جسم ينبعث منه الصوت على مسافة منك، فكر في صفارات الإنذار والقطارات والطائرات وما إلى ذلك.
تعرض جميع الظواهر الموجية تأثيرَ دوبلر مماثلاً. في حالة الضوء تحدث إزاحة الطول الموجي المنبعث من جسم يتحرك نحوك إلى أطوال موجية أقصر. نظراً إلى أن الأطوال الموجية الأقصر للضوء المرئي تتوافق مع اللون المدرك ”الأزرق“، تُعرف هذه الظاهرة باسم ”الإزاحة الزرقاء“ Blueshift، على الرغم من أنها لا تعني بالضرورة أن الجسم المعني يبدو باللون الأزرق. على العكس من ذلك إذا كان مصدر الضوء يتحرك بعيداً عنك، فإن الطول الموجي يتجه نحو النهاية الحمراء للطيف المرئي، ومن ثم ”الإزاحة الحمراء“ Redshift، ولكن مرة أخرى لا يعني بالضرورة أن الجسم لونه أحمر.
تأثير دوبلر له عديد من التطبيقات العملية. يمكن استخدام أنظمة رادار دوبلر التي تنبعث منها موجات الراديو وتكتشف الإشارات التي تعكسها الأجسام، لتتبع حركة العواصف وشدتها. هذا أيضاً هو المبدأ الذي تستند إليه كاميرات السرعة ورادارات التحكم في الحركة الجوية. تستخدم سونارات دوبلر الموجات الصوتية المنعكسة لقياس موقع وحركة الأجسام. تستخدم بعض الحيوانات – الخفافيش، على سبيل المثال – تقنية دوبلر لاكتشاف حركة الفريسة، من خلال تحديد الموقع بالصدى. الموجات فوق الصوتية دوبلر هي تقنية تصوير طبية تستخدم صوتاً قصير الموجة لقياس حركة الدم عبر الجسم.
تأثير دوبلر أمر بالغ الأهمية لعلماء الفلك. يمكن استخدامه لتحديد سرعة (وأحياناً دوران) الأجرام البعيدة في الفضاء. نظراً إلى أن كل الضوء المنبعث من جرم متحرك تحدث إزاحته بالمقدار النسبي نفسه، يستخدم علماء الفلك ”الخطوط الطيفية“ Spectral lines في أرصادهم. تبعث العناصر الكيميائية الموجودة في الجرم الضوء أو تمتصه عند أطوال موجية محددة وتعمل كعلامات في طيف ضوء الجرم. تُزاح هذه الخطوط أيضاً بواسطة حركة الجسم بالنسبة إلى الأرض، ومن ثمّ يمكن استخدامها لقياس سرعته. AG
من أين يتعلم طائر الوقواق سلوكه الرهيب؟
طائر الوقواق Cuckoos مناور بارع. بعد وضع بيضة منفردة في عش نوع آخر من الطيور، تترك أنثى الوقواق للآخرين مهمة رعاية صغيرها. عندما يفقس الدخيل، يرمي أي بيوض أو صغار أخرى من العش، ثم يخدع أبويه بالتبني لإطعامه أكثر عن طريق محاكاة عش كامل من الكتاكيت. ثم تربي الطيور المضيِّفة الفرخ كأنه صغيرها. إنها استراتيجية تُعرف باسم تطفل الحضنة Brood parasitism، ولكن أين تتعلم الطيور هذه الاستراتيجية، في حين أنها تُربى في غياب نماذج تُحتذَى؟
يتأثر سلوك الحيوان بالطبيعة والتنشئة Nurture and nature، ولكن في هذه الحالة، فإن الجينات هي التي تمليه. يُعتقد أن عدة جينات تؤثر في سلوك تطفل الحضنة، وأن هذه الجينات تنتقل من الأم إلى الابنة. لذلك فإن الجينات التي تؤثر في أسلوب تربية أنثى الوقواق ستنتقل باستمرار إلى ذريتها (جنباً إلى جنب مع تفضيلها للأنواع التي من المرجح أن تستعمر عشها). يمكن القول إن الوقواق ”شريرة بالولادة“، أو بالأحرى إنها ببساطة طيور جميلة وناجحة ذات أسلوب حياة غير عادي طورته عبر ملايين السنين. HP