مايكل موزلي Michael Mosley
كاتب ومذيع. يمكنك متابعة برنامجهDiagnosis Detectives على iPlayer. أحدث مؤلفاته هو Fast Asleep
مثلما كان عام 2020 عام كوفيد، أتوقع أن يكون عام 2021 عام لقاح كوفيد، حيث كان السباق لتطوير لقاح يحصن ضد هذا المرض استثنائياً بامتياز.
في مارس 2020 كنت محظوظاً بما يكفي لأن أخصص برنامج “أفق” Horizon كله لكوفيد19- عندما تمكنت من الحصول على مقابلة مع البروفيسور روبن شاتوك Robin Shattock، رئيس قسم الأمراض المعدية Infectious Disease في جامعة إمبريال كوليدج Imperial College. وعندما تحدثنا كان يعمل وفريقه على قدم وساق على إعداد لقاح ضد فيروس كورونا المستجد.
وعلى عكس العديد من الخبراء الآخرين الذين تحدثت إليهم في ذلك الوقت، كان شاتوك متفائلاً بإمكانية تطوير لقاح واختباره وإنتاجه بكميات كبيرة بنهاية عام 2020.
يتطلب إعداد اللقاحات التقليدية زراعة فيروسات كاملة، ثم يُصنع اللقاح من نسخ ميتة أو مُضعَفة منها. ولكن لقاح شاتوك يعتمد على جزيء الحمض الريبوزي المرسال mRNA، وهو الجزيء الذي تستخدمه خلايانا لإنتاج بروتينات معينة. وهذا هو النهج المعتمد في إنتاج لقاحي فايزر Pfizer وموديرنا Moderna.
وتعتمد اللقاحات الجديدة على حقن الحمض النووي المرسال mRNA الذي ينتج على وجه التحديد “شوكات” Spikes فيروس كورونا، وليس الفيروس بكامله. فالفكرة هي أن هذه الشوكات ستثير استجابة مناعية، بالطريقة نفسها التي يفعل بها الفيروس الحقيقي ذلك، ولكن من دون أن تسبب العدوى الناتجة عنه.
بخلاف لقاحي فايزر وموديرنا، فإنه يمكن للقاح إمبريال كوليدج أن يتكاثر من تلقاء نفسه، وهذا يعني أن يستمر بإثارة استجابة مناعية لفترة أطول. وهذا يعني أيضاً أننا سنحتاج مبدئياً إلى كمية أقل للجرعة الواحدة، ومن ثم فإنه يمكن أن يكون أقل تكلفة بكثير.
وكما قال شاتوك حينها، فإنه وعلى الرغم من اهتمامه بمسألة الآثار الجانبية المحتملة، فقد توقع أن تطرح مشكلة أقل اهمية مع هذا النهج مقارنة باللقاحات التقليدية. قال لي: “تذكر أننا لا ننمي فيروسات كاملة ولا نستخدم خلايا أو مواد حيوانية. فاللقاح مُنتج نقي تماماً. وهذا أحد الأسباب التي تجعلنا نعتقد أن مخاطر الآثار الجانبية متدنية جداً”.
إن مصدر القلق الآخر لدى البعض هو أن فيروس كورونا المستجد يمكن أن يتغير أو يتحوّر، مثل الإنفلونزا وفيروس نقص المناعة البشرية HIV، وقد يجعل هذا التحور اللقاح عديم الفائدة. وبعد أن عمل لسنوات على لقاحات HIV، يدرك شاتوك جيداً التحديات. ولكن، على عكس مرض الأيدز، لا يتحور الفيروس المسبب لكوفيد19- بسرعة.
قال لي: “لا يوجد أي ضمان على الإطلاق بأن الأمر سينجح، لكننا نعلم أن هذا الهدف أسهل بكثير من بعض اللقاحات التي كنا نحاول إعدادها لأنه هدف مستقر نسبياً يمكن القبض عليه… لذلك نعتقد أن الاحتمال العلمي بأن اللقاح سيعمل ويستمر بالعمل وارد جداً”.
يبدو أنه كان على حق، من معظم النواحي، وعلى الرغم من أن لقاح إمبريال كوليدج لم يكمل مرحلة التجارب الإكلينيكية النهائية، أتوقع أنه، مثل لقاحات كوفيد الأخرى، سيكون متاحاً في عام 2021. وبحلول ذلك الوقت يُفترض أن تتوفر لدينا مجموعة من اللقاحات للاختيار من بينها ونهج جديد تماماً لإعداد اللقاحات، يعتمد على تقنية الحمض المرسال mRNA التي ستحدث تحولاً في هذا الفرع من الطب.