لماذا يبدو الحلول في المرتبة الثانية أسوأ بكثير من المرتبة الثالثة؟
إذا كان في إمكانك الاختيار، قبل منافسة كبيرة، ما إذا كنتَ ستحل في المركز الثالث أو الثاني، فستختار المركز الثاني، أليس كذلك؟ بالطبع. ولكن دراسة من منتصف تسعينات القرن العشرين وجدت، استناداً إلى تحليل التعبيرات العاطفية للرياضيين في أولمبياد برشلونة، أن حائزي الميداليات البرونزية أظهروا عاطفة إيجابية أكثر من حائزي الميداليات الفضية (كان الأسعد هم من نالوا الميدالية الذهبية).
التفسير الأكثر شيوعاً هو أن الحاصلين على الميداليات الفضية ينخرطون في شكل محدد من “التفكير المغاير للواقع” Counterfactual thinking- أي إنهم يشعرون بالندم لعدم حلولهم في المرتبة الأولى ويتحسرون لأنهم لم يبذلوا ما يكفي من جهد. في المقابل يقارن أولئك الذين يحلون في المركز الثالث أنفسهم بمن حلوا بعدهم ويشعرون بالارتياح لأنهم تمكنوا من الفوز بميدالية.
يدعم هذا التفسيرَ، على ما يبدو، بحثٌ أُجري لاحقاً خلال أولمبياد لندن 2012. فبين من حصلوا على ميداليات ذهبية وبرونزية، عبَّر من كان أداؤهم أفضل عن سعادة أكبر. لكن لم تكن حال الذين حلوا في المركز الثاني، ربما لأنهم بقدر ما كان أداؤهم أفضل زاد شعورهم بالأسف لعدم فوزهم بالمركز الأول.
في الآونة الأخيرة، وجدت دراسة أجريت على الرياضيين في أولمبياد ريو اختلافات طفيفة في التعبير عن السعادة بين الفائزين بالميداليات الفضية والبرونزية، لكن تحليل المقابلات التي أجروها بعد المنافسة أكد أن الحلول في المرتبة الثانية يترك شعوراً بالمرارة؛ شارك الحاصلون على الميداليات الفضية في نقاشات أطول بكثير حول ما كان يمكن أن يحدث. باختصارٍ إذا وجدت نفسك تعيساً لحلولك في المركز الثاني، فحاول أن تجد العبرة من حائزي الميداليات البرونزية، وكن ممتناً للأداء الجيد الذي أديته!