من المحرر
كتب مايكل موزلي لهذه المجلة مدة تزيد على عشر سنوات. وكنتُ في فترة من ذلك العَقد المحررَ الذي يتابع كتاباته، ولطالما أسعدني أن أتلقى رسالة منه. كان ذلك يعني أنني على وشك أن أتعلم شيئاً جديداً.
كانت مقالات مايكل بمنزلة درس متقدم بامتياز في التفكير والتحليل. وسواء أراد أن يخبرنا عن شد الوجه عبر حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية والمأخوذة من دم المريض نفسه، أو لماذا علينا أن نقف على قدم واحدة في الصباح، كان مايكل يعرف كيف يجذب انتباه قرائه. وكان قادراً على شرح العلوم وتوضيحها بغير جهد؛ هذا عدا موهبته النادرة المتمثلة في قدرته على التقاط ما يتحدث عنه الناس وما يهتمون به والعمل على شرحه. وكان في أغلب الأحيان أول من طرح مواضيع شغلت مواطنيه وأثرَت محادثاتِهم، سواء عندما تحدث عن المَيكروبيوم والغطس في الماء البارد أو الصيام، قبل سنوات من أن تتحول هذه الأمور إلى اتجاهات عالمية.
كان مرحاً أيضاً. في المرة الأولى التي التقينا فيها، تقاسمْنا سيارة أجرة. تحدثنا عن سلسلته الأخيرة المبتكرون في الطب Medical Mavericks وعن باري مارشال Barry Marshall، الطبيب الذي اقترح أن قرحة المعدة ناجمة عن بكتيريا معدية وليس عن الإجهاد، وابتلع قارورة من بكتيريا الملوية البوابية (هليكوبكتر بيلوري) Helicobacter pylori لإثبات وجهة نظره. وفي حين كنا نتحدث، ارتسمت ابتسامة ساخرة على وجه مايكل، وأخبرني بسر. من أجل برنامجه الجديد بعنوان: مصابون بالعدوى! العَيْش مع الطفيليات Infested! Living with Parasites، تناول مجموعة من بيض الدودة الشريطية. سألته إن كان قلقاً من أن يمرض، فأجابني بمرح: ”حسناً لا، في الواقع أنا قلق أكثر من أنها قد لا تفقس وتصير ديداناً، وهذا لن يكون مفيداً للبرنامج التلفزيوني. ولكن إذا فقست، فإن زوجتي تشعر بالقلق قليلاً بشأن ما ستفعله في الليل“. وهكذا تعلمتُ منه أن الديدان الشريطية تحب الخروج ليلاً لوضع بيضها.
إنها قصة مسلية، ولكن انطباعي عن مايكل كان أنه رجل لامع ثاقب الذكاء ومتواضع في الوقت نفسه. وسوف يفتقده عالَم العلوم والطب والصحة.
رئيس التحرير، دانييل بينيت