هل يمكن للقنفذ أن يجري بسرعة الصوت؟
مع عودة سونيك Sonic إلى دور السينما، نكتشف المصير الذي ينتظر القنفذ الذي يمكنه تجاوز سرعة الصوت
السرعة القصوى للقنفذ سونيك Sonic the Hedgehog قابلة للنقاش (ثقوا بي، كثير من الناس على الإنترنت يناقشونها)، لكن ليس من الخطأ أن نفترض أنه على الأقل قادر على الجري بسرعة 1,225 كم/ساعة– وهي سرعة الصوت. على سبيل المقارنة، الرقم القياسي العالمي للبشر هو 44 كم/ساعة الذي حققه يوسين بولت Usain Bolt، وذلك خلال سباق 100 متر في بطولة العالم لألعاب القوى في العام 2009. ولكن في حين أن سونيك سيفوز بالتأكيد بكل ميدالية ذهبية، فهل يمكن البقاء على قيد الحياة بعد السفر بسرعة تفوق سرعة الصوت؟
يقول ريتشارد ليلاند Richard Leland، رئيس مركز الطيران الوطني للتدريب والبحث National Aerospace Training and Research (اختصاراً: المركز NASTAR): “لقد طار البشر في طائرات سوبرسونيك Supersonic منذ أواخر أربعينات القرن العشرين، وفي طائرات هايبرسونيك Hypersonic منذ ستينات القرن نفسه”. من أجل التوضيح، تُعرَّف الرحلة السوبرسونيك (الأسرع من الصوت) Supersonic بأنها تلك التي تصل سرعتها إلى 4.9 ماخ وتمثل 4.9 أضعاف سرعة الصوت، في حين تُعرَّف الرحلة الهايبرسونيك Hypersonic بأنها تطير بسرعة ما بين 5 و10 ماخ. “لا الطيران السوبرسونيك ولا الهايبرسونيك لهما تأثير ملموس في جسم الإنسان، ما دام الإنسان في طائرة ذات تصميم ملائم”.
لكن القنفذ سونيك لا يسافر في طائرات مصممة للتعامل مع تزايد الحرارة بسبب الاحتكاك مع الغلاف الجوي. يقول ليلاند: “لتقليل درجات الحرارة هذه، تطير المركبات الأسرع من الصوت عادةً على ارتفاعات 60,000 قدم [18,288 متراً] أو أعلى حيث يكون الغلاف الجوي أرق”، ويخمن أن سونيك يسافر في المتوسط بسرعة ما بين 3 ماخ و5 ماخ. يقول: “نظراً إلى أن القنفذ سونيك يجري عند مستوى سطح البحر تقريباً، فلن ينجو من سرعة الاحتكاك مع الريح وتزايد درجات الحرارة. بعبارة أخرى: سوف ينفجر ويحترق”.
العامل الآخر هو كيف سيتأثر سونيك بقوة الجاذبية. يوضح ليلاند أنه، بوجه عام، يمكن للإنسان العادي أن يتحمل ما يصل إلى 15G أو 15 ضعف قوة الجاذبية في فترة قصيرة، إذا كان مسافراً إلى الأمام. يقول: “لن يكون ذلك مريحاً بالتأكيد، ومن المحتمل أن يُسبب درجة معينة من الإصابة”. ولكن هذا أكثر مما يمكن التعامل معه عن طريق السفر إلى الخلف أو عمودياً (كما يفعل الطيارون المقاتلون)، وهذا هو سبب جلوس رواد الفضاء ووجوههم إلى الأعلى، ومن ثم يسافرون إلى الأمام، عندما ينطلق مكوكهم إلى الفضاء.
لن تكون قوة الجاذبية مشكلة كبيرة بالنسبة إلى سونيك في أثناء جريه، ما دامت بمعدل حركة ثابت وفي اتجاه واحد. لهذا السبب، على الرغم من السفر بسرعة نحو 27,360 كم/ساعة في المدار، يمكن لرواد الفضاء التحرك بسهولة نوعاً ما مثل أي راكب على متن طائرة. لكن ميل سونيك إلى الإسراع والتباطؤ بسرعة- وكلاهما مميت للكائنات الحية- هو مسألة أخرى تماماً.
يوضح ليلاند: “إذا بلغ القنفذ سونيك سرعة 1 ماخ في ثانية واحدة، فسيتعامل مع قوة جاذبية قدرها 34G… وإذا تسارع إلى
3 ماخ في ثانية واحدة، فسيكون عليه تحمل قوة 114G. إذا تسارع إلى 5 ماخ في ثانية واحدة، فسيتعرض لقوة 175G”.
ويستحضر مثال جون ستاب John Stapp الذي أظهر في خمسينات القرن العشرين، إبّان دراسته لتأثيرات التباطؤ، أن إنساناً مدرباً يمكنه تحمل ما لا يقل عن 46.2 قوة الجاذبية في أثناء التسارع/التباطؤ على مزلقة صاروخية Rocket sled. خلال هذه الاختبارات، كُسرت ضلوعه وتساقطت حشوات أسنانه وفقد بصره مؤقتاً بسبب نزف في شبكية العين. يضيف ليلاند: “يكفي القول إن التسارع إلى 114G أو التباطؤ من 175G لا نجاة منه”.
فضلاً عن أنه إذا غاب سونيك عن الوعي أو مات في أثناء الجري، فمن المحتمل أن يصطدم بجسم آخر. يستشهد ليلاند بحساب أجراه موقع syfy.com الذي حسب أن الطاقة الحركية لقنفذ يبلغ وزنه 35 كغم يسافر بسرعة الصوت تساوي 2,058,858 جول. وهذا سيؤدي إلى قدر هائل من الضرر. وبلا شك سيجعل جمع الحلقات في أثناء الجري هوايةً خطيرة.
الحكم النهائي
لا داعي لأن يشغل الدكتور روبوتنيك Dr Robotnik باله. فالأرجح أن يتحول سونيك إلى قنفذ مفروم بمجرد أن يبدأ في التسارع أو يصطدم بحلقة ذهبية.
(StephenPKelly@) ستيفن كاتب في الثقافة والعلوم متخصص في التلفزيون والسينما.