أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
اكتشافات

الصيام قد يساعد على الحماية من العدوى

تشير الدراسة التي أُجريت على الفئران إلى أن التأثير يرجع جزئياً إلى تغيُّرات في ميكروبيومات Microbiomes أمعاء الحيوانات

سواء كان النظام المتبع هو الأكل خلال بضع ساعات من اليوم ثم التوقف عنه خلال الساعات المتبقية، باتباع نظام مثل 5:2 أو 16:8 أو الأكل والتوقف ثم الأكل، فقد ارتفعت شعبية أنظمة الصيام المتقطع في السنوات الأخيرة. ويزعم أنصار هذا النظام الغذائي أن فوائده الصحية جمة، بدءاً من مجرد فقدان الوزن إلى الانخفاض الكبير في ضغط الدم والسكر والكوليسترول.

وتشير دراسة أجريت على الفئران في جامعة بريتش كولومبيا University of British Columbia في كندا إلى أن الصيام قد يساعد أيضاً على حمايتنا من العدوى.

عندما يصاب البشر أو الحيوانات بالعدوى، فهم غالباً ما يفقدون شهيتهم. ولكن ما زال من غير الواضح حتى الوقت الحالي ما إذا كان الصيام يمكن أن يحمي المضيِّف من العدوى أو يزيد من استعداده للإصابة بها.

لاختبار ذلك، صوَّم الباحثون مجموعة من الفئران مدة 48 ساعة وأصابوها عن طريق الفم بالسالمونيلا المعوية المصلية تيفيموريوم Salmonella enterica serovar Typhimurium، وهي بكتيريا مسؤولة عن نسبة عالية من حالات التهاب المعدة والأمعاء لدى البشر. حصلت مجموعة ثانية من الفئران بصورةٍ منتظمة على نظامها الغذائي المعتاد قبل العدوى وفي أثنائها.

كان لدى الفئران التي صامت علامات أقلُّ على العدوى البكتيرية وقدر أقلُّ من علامات التلف في الأنسجة المعوية

وجد الباحثون لدى الفئران التي صامت علاماتٍ أقلَّ على العدوى البكتيرية وقدراً أقل من علامات التلف في الأنسجة المعوية مقارنةً بالفئران التي حصلت على غذائها المنتظم. ولكن عندما كرروا التجربة مع الفئران الصائمة التي نقلوا إليها بكتيريا السالمونيلا Salmonella عن طريق الوريد، لم يُلاحظوا التأثير الوقائي عليها.

 

وبالمثل، لم يُلاحظ التأثير الوقائي عندما كرروا التجربة باستخدام فئران خالية من الجراثيم– وهي فئران تُربى بطريقة تجعلها تفتقر إلى الميكروبيوم الطبيعي. يشير هذا إلى أن بعض التأثير كان ناتجاً عن تغيُّرات في ميكروبيومات أمعاء الحيوانات.

يقول الفريق إنه عندما يكون الطعام محدوداً، يبدو أن الميكروبيوم يعزل العناصر الغذائية المتبقية مانعاً بذلك مسببات الأمراض من اكتساب الطاقة التي تحتاج إليها لإصابة المضيِّف.

قال المؤلف المشارك د. بروس فالانس Bruce Vallance: “لقد رأينا تغيُّراً كلياً في تكوين الميكروبيوم، مما يعني زيادة في بعض البكتيريا وانخفاضاً في بكتيريا أخرى”.

وأضاف: “ولكن لم نظهر في دراستنا ما البكتيريا المسؤولة تحديداً عن التأثير الوقائي، بل فقط أن الميكروبيوم ككل هو الوسيط في معظم التأثير الوقائي للصيام لأن الفئران التي تفتقر إلى الميكروبيوم- الفئران الخالية من الجراثيم– لا تحصل على حماية مماثلة من العدوى”.

يخطط الباحثون حالياً لتقصي تأثير الصيام في الميكروبيوم بهدف تحديد ما إذا كان غياب أو وجود بكتيريا معينة هو المسؤول عن التأثير الوقائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى