أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
اكتشافاتفضاء

ثقب أسود فائق الكتلة يُشاهَد أولَ مرة في مركز مجرة درب التبانة

التقط تلسكوب أفق الحدث صورةً مذهلة أخرى لثقب أسود فائق الكتلة، لكنه هذه المرةَ ذاك الموجودُ في مجرتنا

كشف علماء الفلك العاملون على تلسكوب أفق الحدثEvent Horizon Telescope (اختصاراً: التلسكوب EHT) عن أول صورة على الإطلاق للثقب الأسود الهائل الذي يقع في قلب مجرتنا.
هذا العملاق الكوني المعروف باسم القوس ساجيتاريوس أيه* (Sgr A*)، يفوق بأربعة ملايين مرة كتلة الشمس، ويقع في مركز مجرة درب التبانة، على بُعد أكثر من 26,000 سنة ضوئية من الأرض.
استغرق إنتاج الصورة الرائعة خمس سنوات، وتأتي بعد ثلاث سنوات من إصدار التلسكوب EHT الصورةَ الأولى للثقب M87*، وهو ثقب أسود أكبر بألف مرة من الثقب Sgr A*، عُثر عليه في مركز المجرة M87 على بُعد نحو 54 مليون سنة ضوئية من الأرض.

ثقب أسود
حالياً، بعد أن حصلوا على صور لثقبين أسودين فائقي الكتلة، سيتمكن الباحثون من دراسة الاختلافات والتشابه بينهما.
توفر هذه الصور بيانات جديدة لاختبار نظريات سلوك الغاز حول الثقوب السوداء فائقة الكتلة. هذه العملية ليست مفهومة فهماً كاملاً بعد، ولكن يُعتقد أنها تؤدي دوراً رئيساً في تشكيل نشوء المجرات وتطورها.
قال عالم التلسكوب EHT كيشي أسادا Keiichi Asada، من معهد علم الفلك والفيزياء الفلكية Institute of Astronomy and Astrophysics، في أكاديمية سينيكا Academia Sinica في تايبيه: “لدينا صور لثقبين أسودين- أحدهما في الطرف الكبير والآخر في النهاية الصغيرة للثقوب السوداء فائقة الكتلة في الكون- لذا يمكننا الذهاب أبعد بقليل في اختبار سلوك الجاذبية في هذه البيئات المتطرفة”.

“استغرق إنتاج الصورة الرائعة خمس سنوات، وتأتي بعد ثلاث سنوات من التقاط أول صورة للثقب الأسود M87*”

 

من الناحية الفنية لا يمكن التقاط صورة لثقب أسود، إذ لا يمكن للضوء الهروب منه. تُظهر الحلقة البرتقالية المتوهجة في الصورة المادة المحيطة بالثقب ساجيتاريوس أيه*، أما “الظل” Shadow في المنتصف فهو الثقب الأسود نفسه.
إن سَحب الجاذبية القوي جداً للثقب الأسود يسحب أي غاز أو غبار قريبين منه إلى مدار حوله. نظراً إلى أن هذه المادة تدور إلى الداخل بسرعة تقارب سرعة الضوء، يجري تسخينها بفعل الاحتكاك، وتنبعث منها طاقة على شكل موجات راديو يمكن للتلسكوب EHT اكتشافُها. يستخدم الباحثون عندها أجهزة الحاسوب العملاقة لتحليل البيانات التي تجمعها وتكوين الصور.
قال جيفري باور Geoffrey Bower، عالمُ مشروع التلسكوب EHT، من معهد علم الفلك والفيزياء الفلكية، في أكاديمية سينيكا، في تايبيه: “لقد أذهلَنا مدى توافق حجم الحلقة مع توقعات نظرية آينشتاين للنسبية العامة”.
وأضاف: “لقد حسنت هذه الأرصادُ غير المسبوقة إلى حد كبير فهمَنا لما يحدث في مركز مجرتنا، وتُوفر لنا رؤى جديدة حول الكيفية التي تتفاعل وفقها هذه الثقوب السوداء العملاقة مع محيطها”. يخضع التلسكوب EHT حالياً لسلسلة من التحديثات لتمكينه من التقاط أفلام للثقوب السوداء.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى