هيلدا باترسون، عبر البريد الإلكتروني Hilda Patterson, Via Email
إلى أي مدًى سيغير الذكاء الاصطناعي صناعة الأفلام؟
منذ بَدء إنتاج الأفلام، جرَّب صناعُها المؤثرات الخاصة. كانت الطريقة الأولى والأبسط تتضمن أن تُوقَف الكاميرا، وتُستبدَل بالممثل دميةٌ، ثم تُشغَّل الكاميرا مرةً أخرى، وتُترَك الشخصية تواجه مصيراً يُفترض أنه مروِّع. بمرور الوقت تطورت الأساليب وصارت أكثر تعقيداً، مع اللجوء إلى الرسوم المتحركة والبدلاء والدمى المتحركة كي تتحرك الوحوش وتُحلِّق المركبات الفضائية على شاشاتنا، قبل أن يتيح الرسم الغرافيكي بواسطة الحاسوب إنتاج تأثيرات بصرية أكثر واقعية وتعقيداً. لكن الرسومات الحاسوبية التي تحافظ على جودة الأفلام أمر شاقٌّ ومكلِّف. أو بالأحرى: كانت كذلك… حتى ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي Generative artificial intelligence (اختصاراً: الذكاء الاصطناعي AI).
بعد تجربتها باستخدام الصور الثابتة، أظهرت أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل ديل DALL.E وميد جورني Midjourney وفاير فلاي Firefly أنها قادرة على إنشاء صور مذهلة بالاعتماد على النصوص الوصفية. اطلب إلى البرمجية أن ترسم قطة ترقص على حبل مشدود بين ناطحتي سحاب، وستحصل في لحظة واحدة على صورة تُعبِّر عن ذلك بالضبط. ولكن الأدوات الجديدة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تتيح أيضاً تحرير الصور واللقطات بسرعة. فهي تتيح تغيير ملابس الشخصية من دون الحاجة إلى إعادة تصوير المشهد، أو إزالة شيء في الخلفية لا يعجبك، أو حتى تغيير تعبيرات الممثل أو عمره. (مستنسخات الذكاء الاصطناعي التي يمكن إنشاؤها باستخدام البرمجية التي تُعرَف أيضاً باسم التزييف العميق Deepfakes تولِّد شخصياتٍ واقعيةً يمكنها تقليدُ الممثلين الحقيقيين من دون شائبة، أو إنشاءُ شخصيات خيالية لا وجود لها، ولكن مقنِعة تماماً مع الحركة والصوت).
في الآونة الأخيرة، أظهرت برمجيتا سورا Sora من أوين إيه آي OpenAI ولوميير Lumiere من غوغل ديب مايند Google DeepMind أنهما قادرتان على إنشاء مقاطع فيديو مذهلة تستمر عدة ثوانٍ وعرض أي شيء يُطلب منها تقريباً.
هل يمكننا أن نفعل كل ذلك باستخدام الرسم الغرافيكي الحاسوبي؟ نعم، بشرط أن يكون في مقدورنا دفع أجور فناني الرسم الغرافيكي الحاسوبي الموهوبين مقابل أشهر أو سنوات من العمل. يتعلق الفرق مع الذكاء الاصطناعي على الأخص بتوفير الوقت والتكلفة. فباستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن إنشاء تأثيرات خاصة بجودة الأفلام على الفور. ويمكن لأي شخص تركيب أفلام صُنعت بالكامل بواسطة الحاسوب من خلال تنسيق لقطات مولَّدة بالذكاء الاصطناعي وتحريرها معاً. ومن يحتاج إلى الممثلين عندما يمكن أن تُستبدَل بهم كياناتٌ افتراضية يسيطِر عليها تماماً [ص 81] الاستوديو المنتجُ للفيلم؟
”أضرَبَ الكتابُ والممثلون 148 يوماً في العام 2023 للاعتراض على عدة أمور من بينها استخدامُ الذكاء الاصطناعي التوليدي في الأفلام ومسلسلات التلفزيون“
في العام 2023، نظم الكتاب والممثلون إضراباً استمر 148 يوماً، وذلك للاعتراض على عدة أمور من بينها استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في الأفلام ومسلسلات التلفزيون. ونتيجة لهذا ستتأخر سيطرة الذكاء الاصطناعي على صناعة السينما بعض الوقت. ولكن اعتراضاتهم لم تتعلق فقط بأن الذكاء الاصطناعي يسبِّب حرمان الأشخاص المهرة من العمل. فمن ناحية، يُدرَّب الذكاء الاصطناعي على محتوى موجود بالفعل، ولن يكون أصحاب حقوق التأليف والنشر على هذا المحتوى راضين إذا استخدم الذكاءُ الاصطناعي محتواهم كبيانات للتدرُّب عليها. ولكن من الناحية الإبداعية، فإن طبيعة تدريب الذكاء الاصطناعي تعني أنه لا يستطيع توليد كثير مما هو أصيل أو مبتدع.
ونظراً إلى كل هذا، من الصعب أن نعرف على وجه اليقين كيف سيغيِّر الذكاء الاصطناعي صناعة الأفلام على المدى الطويل. ولكن في المستقبل القريب، قد لا تعود المؤثرات الخاصة فعلاً ”خاصة“ مثلما هي حالياً. وعندما يصير من الممكن إنتاج أي عنصر بصري بسهولة وبتكلفة زهيدة، فسوف يكون من الصعب بيع الأفلام على أساس مؤثراتها البصرية المذهلة، كما كان شائعاً في الماضي.
إضافةً إلى ذلك فإن القيود الحالية المفروضة على تدريبه تعني أنه ستكون هناك أخطاء مزعجة ومؤشرات واضحة تجعل من الصعب وضعَ الذكاء الاصطناعي على المسرح من دون جهد تحريري مكثف. ولكن إذا استُخدم على نحو مناسب كأداة إضافية لمرحلة ما بعد الإنتاج، فربما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتيح العودة إلى ما هو أكثر أهمية عندما يتعلق الأمر بصنع أفلام لا تُنسَى: الأداء الرائع للممثلين، والمشاهد المتخيَّلة الجميلة والسرد المقنع. PB
لماذا تنفَد طاقة البطاريات أسرع في الطقس البارد
لا تُناسب البرودة البطاريات القابلة لإعادة الشحن مثل خلايا الليثيوم-أيون. فهي تحتوي على إلكتروليتات في شكل سائل (هي عادةً محلول يحتوي على ملح الليثيوم) لنقل الأيونات (الجسيمات الحاملة للشحنات) بين أقطاب البطارية. عندما يكون الجو بارداً، تتباطأ الأيونات ولا تدخل على النحو الصحيح في الأقطاب الكهربائية، ومن ثمّ لا تتمكن البطارية من إنتاج قدر كبير من التيار قبل نفادها. إذا ترسبت كمية كبيرة من الليثيوم على أحد الأقطاب الكهربائية، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث ماس كهربائي وحتى نشوب حريق. ولحسن الحظ فإن البطاريات والشواحن الحديثة ذكية بما يكفي لمراقبة حالتها الداخلية لمنع حدوث ذلك. تعمل بعض المركبات الكهربائية على تسخين بطارياتها مسبقاً للحصول على درجة حرارة التشغيل المثالية. PB