لماذا تبدو الأحلام القديمة كأنها ذكريات حقيقية؟
بالنسبة إلى بعض الناس يمكن أن تبدو الأحلام القديمة كأنها ذكريات حقيقية وهي تجربة تُعرف باسم “الخلط بين الحُلم والواقع” Dream reality confusion. في دراستين أجراهما باحثون من جامعة ماستريخت Maastricht University في هولندا، أبلغت نسبة مهمة من المشاركين (%12 في دراسة و%26 في الثانية) عن صعوبة التمييز بين الحلم والواقع. واقترحت فرق أخرى من الباحثين أن التجربة شائعة بصورةٍ خاصةٍ لدى بعض المشاركين (مثل أولئك الذين يعانون التغفيق Narcolepsy) أو اضطراب الشخصية الحدي Borderline personality disorder.
على الرغم من وجود القليل من الأبحاث نسبياً في هذا المجال، فإن هناك عديداً من الفرضيات حول سبب حدوث ذلك. أحد الاحتمالات هو أن الأحلام التي يُخلط بينها وبين الواقع تختلف عن الأحلام الأخرى (يمكن أن تكون أكثر وضوحاً، على سبيل المثال). من الممكن أيضاً أنه عند حدوث خلط بين الحلم والواقع، يمكن أن يمثل هذا ترميزاً غير اعتيادي للذاكرة Unusual memory encoding في أثناء النوم (بصورةٍ أساسيةٍ، هناك شيء غير عادي حول الطريقة التي يتحول الحلم بها في أثناء النوم، قبل تخزينه في الذاكرة طويلة المدى Long-term memory).
لذا كيف يمكنك معرفة ما إذا اختبرت الخلط بين الحلم والواقع؟ مجرد قراءة هذا المقال يمكن أن يساعدك: إدراك أنك يمكن أن تطور ذكريات خاطئة يمكن أن يكون له تأثير. وكما وجدت إحدى الدراسات في العام 2021، فإن مجرد أن يُشرح للمشاركين أن ذكرياتهم كان من الممكن أن تستند إلى شيء آخر غير الواقع كان كافياً لتصحيح ذاكرة خاطئة، من دون التأثير في قدرتهم على تذكر الأحداث الحقيقية.
بالطبع يمكنك أيضاً أن تؤدي دور المحقق، وتتحقق من الأدلة. إذا اعتقدتَ أنك سبحت في بحيرة كونستانس مع صديق ولكنك تتساءل عما إذا كان ذلك بالفعل حلماً، فقد ترغب في التحقق مما إذا كان صديقك يتذكر التجربة أو كانت هناك أي صور أو إدخال في مذكرتك من ذلك الوقت لتتأكد من أنك زرتَ البحيرة بالفعل وسبحت فيها.