أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
س&ج

أغرب حيوانات الطبيعة…

الضفدع الأرجواني

يمكن القول إنّ الضفدع الأرجواني يشبه سلحفاة من دون قوقعتها. هذا ما يقوله أهل إيدوكي Idukki الطيبون في ولاية كيرالا. 

التكيف لا يكترث لمعايير الجمال التقليدية. بدلاً من ذلك هو ينحت ويعدل أشكال الكائنات الحية حتى تتكيف مع بيئتها. الضفدع الأرجواني هو نوع يعيش في الجحور، وهذا يعني أنه يحفر الأرض ليعيش فيها. تقضي البالغة منها معظم حياتها تحت الأرض، حيث تستخدم أطرافها الخلفية القصيرة والقوية التي تشبه المجرفة في الحفر، كما تستخدم أطرافها الأمامية الصلبة لدفع أجسادها إلى الأسفل. تعكس أعينها الصغيرة حياة تكاد لا تحتاج فيها إلى البصر، في حين يعزز خطمها المدبب ورؤوسها الصغيرة شكلها المثلث بوجه عام، مما يساعدها على شق طريقها عبر الأرض الرطبة في الغابات حيث تعيش. أنوفها حساسة، مع نتوء يتدلى فوق أفواهها الصغيرة. وهذا يساعدها على البحث عن النمل الأبيض (طعامها المفضل) الذي تشفطه بألسنتها المخددة.

تعيش الضفادع التي يساوي حجمها حجم الخلد حصرياً في منطقة غاتس الغربية بجنوب الهند، حيث عثر على أفراد منها في جحور يصل عمقها إلى متر (3 أقدام).

تخرج الضفادع البالغة مرة واحدة فقط في السنة للتكاثر. تعلن الذكور خروجها من العالم السفلي بإطلاق صرخة غير عادية – تشبه صوت دجاجة تصرخ – وتجري عشوائياً. يكون توقيت التزاوج قبل هطل الأمطار قبل الموسمية، مما يتيح للإناث وضع بيضها في الجداول الضحلة عندما يكون منسوب المياه منخفضاً.

تفقس الشراغف (الضفادع الصغيرة) Tadpoles عندما تتساقط الأمطار وتتحول الجداول الصغيرة إلى سيول سريعة التدفق. ولحسن حظ الضفادع الصغيرة، فقد منحها التكيف أجزاءَ فم قوية وممتصة تساعدها على التشبث بالصخور. مع الأسف بالنسبة إلى الشراغف، فإن هذا يجعلها صيداً سهلاً للسكان المحليين الذين يجدونها لذيذة ويجمعونها منذ عقود. يمكن إزاحة الضفادع الصغيرة عن الصخور باستخدام مكنسة، ثم جمعها في سلال في أسفل مجرى النهر.

يُعَد هذا، إلى جانب فقدان الموائل Habitat وتغير المناخ والأمراض الفطرية، أحد أسباب انخفاض أعداد الضفدع الأرجواني. أُدرج هذا النوع حالياً في قائمة ”شبه مهدد بالانقراض“ Near threatened، ويشعر دعاة الحفاظ على البيئة بالقلق من أن الانقراض المحلي الناجم عن جمعها لأكلها، يمكن أن يدفع هذا النوع في النهاية إلى الانقراض العالمي.

وستكون هذه ضربة قاضية لها. عند اكتشافها ووصفها علمياً لأول مرة، في العام 2003، أطلق عليه العلماءُ اسم ”اكتشاف يحدث مرة واحدة في القرن“. وضعت اختبارات الحمض النووي DNA هذا الضفدع ضمن عائلة جديدة تعود جذورها إلى أكثر من 130 مليون سنة. وهذا يعني أن السلالة كانت موجودة منذ ما قبل تفكك القارة العملاقة القديمة غوندوانا. شهد أسلاف الضفدع الحالي الصغير نشأة قارات جديدة وزوال الديناصورات وظهور الثدييات وصعود نوعِنا البشري. دعونا نأملْ أن تستمر في الحفر بضعة ملايين أخرى من السنين، على أقل تقدير. HP

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى