الحواسيب الكمية هي الحاسوب الفائق الجديد
البيانات المعقدة، مثل أنماط الطقس أو التغيرات المُناخية، ستُحلل في جزء من الزمن
منذ ثمانينات القرن الماضي، والعلماء يحلمون باستغلال العالم الغريب لميكانيكا الكم لبناء حواسيب فائقة. لكن في عام 2019 حدث شيء نبَّه الكثير من الناس وجعلهم يأخذون أجهزة الحاسوب الكمية Quantum computer على محمل الجد. فقد حل حاسوب غوغل الكمي سيكامور Sycamore مشكلة يمكن أن تستغرق وقتا أطول بكثير باستخدام أجهزة الحاسوب التقليدية. وبذلك، حقق سيكامور ‘التفوق الكمي’ للمرة الأولى، عندما فعل شيئاً يتجاوز القدرات التقليدية.
واستغرقت مهمة سيكامور للتحقق من توزيع مجموعة من الأرقام بشكل عشوائي 200 ثانية. وتدّعي غوغل أنها كانت ستستغرق من ساميت Summit حاسوب آي بي إم IBM -أقوى حاسوب عملاق تقليدي- 10,000 عام. لكن آي بي إم اعترضت قائلة إن الأمر كان سيستغرق من حاسوبها يومين ونصف يوم فقط.
بغض النظر، فقد شجع هذا الحدث البارز مجتمع أبحاث الحاسوب الكمي. وهو ما تعبر عنه مدونة مطوري سيكامور (bit.ly/quantum_ supremacy) إذ جاء فيها: “نرى المسار بوضوح حالياً، ونحن متحمسون للمضي قدماً”.
لكن لا تتوقعوا استخدام الحاسوب الكمي في المنزل. فالأرجح أن يُشّغل لمحاكاة في الكيمياء والفيزياء ولأداء مهام معقدة مثل نمذجة التفاعلات بين الجزيئات, بفضل ذلك يؤدي إلى تسريع تطوير الأدوية والمحفِّزات والمواد الجديدة. وعلى المدى الطويل، تَعِدُ أجهزة الحاسوب الكمية بتحقيق تقدم سريع في كل شيء من التنبؤ بالطقس إلى الذكاء الاصطناعي.