أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
تكنولوجيا

الصور التفاعلية يمكن أن تُحدث ثورة في عرض المشتبه فيهم على الشهود، وتقلل من عدد الإدانات الخاطئة

يقول علماء النفس إننا نحاول تحديد هوية المشتبه فيهم جنائياً على النحو الخطأ. لكن التكنولوجيا الجديدة يمكن أن تساعدَنا على القبض على مزيد من الأشرار.

جادلت مجموعةٌ من علماء النفس بأن إجراءات عرض المشتبه فيهم للتعرف عليهم في مراكز الشرطة ليست فعالة في المساعدة على التعرف على المشتبه فيهم. ويقولون إن تكنولوجيا تفاعلية جديدة طوروها يمكن أن تحسِّن تعرُّف الشهود على الشخص المناسب. 

وبدلاً من جعل الشهود يختارون من بين صور المشتبه فيهم المحتملين، تسمح التقنية الجديدة التي طورها باحثون من جامعة برمنغهام University of Birmingham، للشهود ”بنقر وسحب“ Click and Drag صور المشتبه فيهم المحتملين. ويسمح ذلك لهم بالنظر إلى وجه المشتبه فيه من الزاوية نفسها التي كان عليها عندما رآه الشاهد.

وجد الباحثون أن هذا النوع من المشاهدة التفاعلية يحسِّن دقة اختيار الشهود بنسبة 42%. وحتى مقارنةً بعرض المشتبه فيهم عبْرَ لقطات الفيديو – عندما يُصوَّر المشتبه فيهم وهم يلتفتون من جانب إلى آخر – حسَّنت التكنولوجيا الجديدة دقة الاختيار بنسبة 20%.

كرّست عالمة النفس البروفيسورة هيذر فلو Heather Flowe أكثر من تسع سنوات لهذا المشروع. وقالت لمجلة بي بي سي ساينس فوكس BBC Science Focus: ”علينا أن نحسِّن طرقنا لزيادة احتمالات التعرُّف على الأشخاص المذنبين وتقليل احتمالات اختيار الأبرياء من بين الأشخاص المعروضين على الشاهد“.

”أساليب عرض المشتبه فيهم التي تستخدمها قوات الشرطة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة حالياً غير فعالة“

وأضافت أن أساليب عرض المشتبه فيهم التي تستخدمها قوات الشرطة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة حالياً غيرُ فعالة وتُسبب أخطاء. في أمريكا ليس من الضروري حتى أن تكون صور المشتبه فيهم متسقة، ويمكن أن تتراوح بين صورة موجودة على رخصة قيادة وصور أشخاص يرتدون ملابس السجن. قالت فلو: ”لديك تشكيلة مختلطة كيفما اتفق. هذا ليس عدلاً“.

طرق أفضل للقبض على المجرمين

تقول البروفيسورة هيذر فلوْ Heather Flowe: ”هناك كثير من الحالات التي لم نفكر فيها في الزاوية التي رأى منها الشهود مرتكب الجريمة“.

كتبت عالمة النفس من جامعة برمنغهام أخيراً ورقة بحثية عن جرائم القتل التي ارتكبها تيد بوندي Ted Bundy. رأت إحدى الناجين بوندي من الجنب حين نفَّذ الهجوم، ثم عُرضت عليها لاحقاً صورتُه من الأمام. تحدى دفاع بوندي الضحية في هذا الشأن، مدعياً أن اختيارها لا بد أن يكون متأثراً برؤية صورته في الصحف. تقول فلو: ”يجب أن نعرض على الشاهد ما رآه بالفعل“.

وتقول إن التشكيلات الحالية تفتقر إلى الطرق التي تساعد على تنشيط الذاكرة، وهي طرق تعاينها فلو وفريقُها. وبينما تسمح تقنيتها الحالية للشهود بالتفاعل مع صور المشتبه فيهم، تقوم هي وفريقها باختبار طرق تشمل حركات الوجه الديناميكية، والتعبير العاطفي، والتغييرات في الإضاءة، والملحقات مثل الأقنعة. والفكرة من وراء عملهم هي أنه كلما زاد عدد هذه الخيارات التي يمكن تقديمها إلى الشاهد، كان اختيارُه أكثر دقة. ويتناقش فريقُها مع قوات الشرطة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بشأن اختبار التكنولوجيا في الميدان.

تقول فلو: ”أنا متحمسة للعمل مع الشرطة. إنها فرصة جيدة للشرطة لمواكبة التطورات والبَدء في استخدام تكنولوجيا أفضل، [إنهم] ما زالوا يستخدمون الصور في حين أن في إمكاننا أن نؤدي عملاً أفضل بكثير“.


العدالة بمساعدة الذكاء الاصطناعي

تأمل البروفيسورة هيذر فلو، عالمة النفس من جامعة برمنغهام، أن تساعد التكنولوجيا في بث الحياة في الصور الثابتة والمباشرة للمشتبه فيهم (مثل صور رخصة القيادة المستخدمة أحياناً في الولايات المتحدة).

مشروعها اللاحق هو تقصي تأثير إظهار التعبيرات العاطفية المختلفة لوجوه المشتبه فيهم على الشهود. وقد حصل الفريق بالفعل على منحة بحثية للعمل على هذا الأمر مع باحثين من معهد ماكس بلانك Max Planck Institute في ألمانيا، وجامعة فيكتوريا University of Victoria في كندا، وجامعة ستيرلينغ University of Stirling في إسكتلندا.

وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي. يختبر فريق فلو استخدامَ الذكاء الاصطناعي لإنشاء عروض للمشتبه فيهم تولد تعبيرات وجه واقعية، على الرغم من أنها تعترف بأنهم في حاجة إلى الاحتراس من المحاذير التي ترافق الذكاء الاصطناعي مثل أن يُعيد توليدَ مشاعر شخص ما بشكل زائف. وفي المستقبل، هناك احتمال أن يُستخدَم الذكاء الاصطناعي لإعادة تكوين السياق المحيط بالجريمة مثل وضع المشتبه فيهم في مسرح الجريمة مع كل الأدلة المتوافرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى