إليكم ثلاثةَ أرقام مهمة: 2,000 و100,000 و327,000. الأول هو عدد الأقمار الاصطناعية النشطة في مدار حول الأرض في العام 2018. والثاني هو عدد الأقمار الاصطناعية المتوقَّع أن تكون في المدار بحلول العام 2030. والثالث هو عدد الأقمار الاصطناعية الجديدة التي تقدمت وكالة الفضاء الرواندية Rwanda Space Agency أخيراً بطلب للحصول على إذن لإطلاقها.
إنها زيادة هائلة، على الرغم من أن الغالبية العظمى من عمليات إطلاق الأقمار الاصطناعية هذه الأيام هي للأقمار المكعبة CubeSats- وهي أقمار اصطناعية صغيرة جداً (تتكون عادةً من وحدات قياسية بحجم 10 × 10 × 10 سم). وإذا كنتَ عالم فلك يعمل من مركز أرضي، فهذا يشكل مشكلة حقيقية بالنسبة إليك.
إن وجود هذا القدر الكبير من الأجهزة التي تحوم بالقرب من الأرض يجعل من الصعب رؤية النجوم. كما أنه يجعل من المحتمل جداً أن يتضح أن أي “مذنبات جديدة” يتحمس الفلكيون لاكتشافها ليست سوى أجسام من صنع الإنسان. لهذا السبب دعا فريق من العلماء من المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وهولندا، في دورية Nature Astronomy، إلى تشديد اللوائح التي تنظم عمليات إطلاق الأقمار الاصطناعية.
قال المؤلف الرئيس البروفيسور آندي لورانس Andy Lawrence، من جامعة إدنبرة University of Edinburgh: “نحتاج حقاً إلى العمل معاً… هذا يتعلق بإدراك أن المشكلات التي نراها في المدار هي نفسها التي نراها عندما نشعر بالقلق بشأن الأرض والمحيطات والغلاف الجوي”.
هناك، بالطبع، عديد من اللوائح التي تحكم عمليات إطلاق الأقمار الاصطناعية بالفعل، إلى درجة أن الحصول على موافقة معظم الهيئات التنظيمية والسلطات الوطنية ذات الصلة على مشروع لإطلاقها يستغرق سنوات. لكن القواعد المطبقة حالياً تتعلق بنحو كامل تقريباً بمواعيد الإطلاق ومسارات الطيران المقترحة، لتجنب اصطدام الأقمار الاصطناعية، إضافة إلى الترددات التي تستخدمها لنقل البيانات واستقبالها، بحيث لا تتداخل إشارات الأقمار الاصطناعية بعضها مع بعض.
يقول علماء الفلك إنه لا يجري حالياً التفكير كثيراً في تأثير عمليات الإطلاق الجديدة على رؤية السماء في الليل انطلاقاً من الأرض. ويشيرون أيضاً إلى أن عمليات إطلاق الأقمار الاصطناعية تطلق كميات كثيفة من الكربون والملوثات، وأن اللوائح الحالية لا تأخذ في الاعتبار ما سيحدث لجميع الأقمار الاصطناعية عندما تصل إلى نهاية حياتها العملية، وتعود إلى الغلاف الجوي للأرض. يجادل الباحثون بأنه كلما زاد عدد الأقمار الاصطناعية العائدة إلى الغلاف الجوي، زادت المخاطر التي يطرحها سقوط الحطام الفضائي. ويقول المقال: “إنها مجرد مسألة وقت قبل الارتطام بطائرة أو سقوط ضحية على الأرض”.
قال لورانس: “نحتاج إلى معرفة ما المجالات التي لها لوائح لا نطبقها بنحو صحيح، وما المجالات التي تحتاج إلى لوائح جديدة… نحتاج إلى التفكير معاً، وإلى أن نسأل: ’كيف نحل هذه المشكلة؟’ ”
تعليق واحد