تفاحة في اليوم تبعد الاكتئاب عنك ألف يوم
تشير دراسة أسترالية صغيرة إلى أن كل ما يتطلبه الأمر هو تغيير النظام الغذائي لثلاثة أسابيع للحد من أعراض الاكتئاب. وقد أظهر الشباب الذين يعانون الاكتئاب وتحتوي وجباتهم الغذائية على كميات كبيرة من الأطعمة المصنعة والسكر والدهون، علامات أقل بكثير من الاكتئاب بعد 21 يوماً من تناول المزيد من الفاكهة والخضراوات والأسماك واللحوم الخالية من الدهن.
درست الطبيبة النفسية هيذر فرانسيس Heather Francis وزملاؤها – من جامعة ماكواري Macquarie University، سيدني- حالة 76 طالباً تتراوح أعمارهم بين 17 و35 سنة يتبعون نظاماً غذائياً غير صحي وظهرت عليهم أعراض اكتئاب متوسطة إلى مرتفعة. وقُسِّم الطلبة بشكل عشوائي إلى مجموعتين: الأولى واصل فيها الطلبة تناول وجباتهم الغذائية كما هي؛ فيما حصلت الأخرى على مشورة حول النظام الغذائي، إلى جانب حصولهم على سلة من الأطعمة الصحية و60 دولاراً أستراليّاً (33 جنيهاً إسترلينيّاً تقريباً) للبقالة.
قيَّم الباحثون مستوى الاكتئاب والقلق والمزاج العام لدى كل طالب قبل وبعد فترة التجربة التي استمرت ثلاثة أسابيع، كما صنفوا أيضاً أداءهم في العديد من مهام التعلم والتفكير. وفي نهاية الأسابيع الثلاثة أظهرت مجموعة الأكل الصحي تحسناً ملحوظاً في المزاج، مع انخفاض درجات الاكتئاب إلى المعدل الطبيعي. في حين بقيت درجات الاكتئاب لدى الطلبة الذين واصلوا تناول الأكل غير الصحي في المستوى المتوسط إلى المرتفع. كما أظهرت مجموعة نظام الغذاء الصحي درجات أقل بكثير من القلق مقارنة بمجموعة النظام الغذائي غير الصحي، على الرغم من أن المقاييس الأخرى لم تكن مختلفة بشكل كبير بين المجموعتين. وقابل الباحثون 33 من الطلبة بعد ثلاثة أشهر من التجربة ووجدوا أنه في حين أن 21 % منهم فقط تمسكوا بالنظام الغذائي الصحي، فإن هؤلاء هم الذين نجحوا في الحفاظ على مزاج أحسن.
وقال مؤلفو الدراسة: «إن تعديل النظام الغذائي لتقليل تناول الطعام المصنَّع Processed food وزيادة استهلاك الفواكه والخضراوات والأسماك وزيت الزيتون أدى إلى تحسين أعراض الاكتئاب لدى الشباب، وتضاف هذه النتائج إلى الأدبيات المتنامية التي تظهر أن تغيّراً متواضعاً في النظام الغذائي يُعدُّ علاجاً مساعداً مفيداً لتقليل أعراض الاكتئاب».