معذرةً، يا من تكرهون المارمايت، إليكم سبباً آخر قد يجعلكم تحبون هذه المادة الكثيفة المالحة لزجة القوام القابلة للدهن على الخبز: إنه الفيتامين B6 – وهو عنصر غذائي موجود بكثرة في مستخلص الخميرة – الذي يمكن أن يساعد على تقليل مشاعر القلق والاكتئاب، وفقاً لدراسة أجراها باحثون من جامعة ريدينغ University of Reading.
جمع الفريق معاً مجموعة من نحو 500 متطوع تتراوح أعمارهم بين 18 و58 عاماً، أبلغ 265 منهم أنهم يشعرون بالقلق و146 أنهم يعانون الاكتئاب.
ثم قسموهم إلى ثلاث مجموعات فرعية. أعطيت مجموعة واحدة جرعة من 100 ملغم من مكملات الفيتامين B6 كل يوم على مدى شهر، وتلقت المجموعة الثانية جرعات من 1 ملغم من مكملات الفيتامين B12، وحصلت مجموعة أخيرة على دواء غفل (وهمي) Placebo.
طلب الباحثون أيضاً إلى المشاركين ملء استبانات مصممة لتقييم حالتهم المزاجية ومشاعرهم خلال الدراسة. ووجدوا أن المشاركين الذين تناولوا الفيتامين B6 أفادوا بأنهم شعروا بقدر أقل من القلق والاكتئاب بعد تناول المكملات.
أشارت دراسات سابقة إلى أن تناول المارمايت قد يساعد على تقليل مشاعر القلق والاكتئاب، غير أن العناصر الغذائية المسؤولة عن هذا التأثير لم تكن واضحة.
وجد الفريق أن التأثير المهدئ يرجع على الأرجح إلى الفيتامين B6 الذي يزيد من إنتاج الجسم لحمض غاما أمينوبوتيريك (GABA)، وهو ناقل عصبي Neurotransmitter يثبط النبضات بين الخلايا العصبية في الدماغ.
قال المؤلف الرئيس د. ديفيد فيلد David Field من جامعة ريدينغ: “يعتمد عمل الدماغ على توازن دقيق بين الخلايا العصبية الاستثارية Excitatory neurons التي تنقل المعلومات والخلايا المثبِطة Inhibitory التي تمنع النشاط الجامح”. ربطت النظريات الحديثة بين اضطرابات المزاج وبعض الحالات العصبية والنفسية الأخرى واضطراب هذا التوازن، غالباً في اتجاه ارتفاع مستويات نشاط الدماغ. يساعد الفيتامين B6 الجسم على إنتاج مرسال كيميائي معين يكبح النبضات في الدماغ، وتربط دراستنا هذا التأثير المهدئ بتقليل القلق بين المشاركين”.