توهُّج غامض قد يكون ناجماً عن اصطدام هائل بين كوكبين
العلماء وجدوا سبباً محتملاً للسطوع غير المبرَّر
تقول دراسة جديدة إن التوهُّج الغريب للضوء الذي حيّر الباحثين أكثر من أربع سنوات من المحتمل أنه نتج عن اصطدام كوكبين خارجيين عملاقين جليديين.
ومن الممكن أن هذين الكوكبين كانا مماثلين في الحجم لنبتون وأورانوس – العملاقين الجليديين في مجموعتنا الشمسية – وفقاً للدراسة المنشورة في دورية نيتشر Nature.
شهدت الأرصاد الأولية التي أجراها أحد المهتمين الشغوفين بعلم الفلك تضاعف السطوع حول نجم يشبه الشمس على بعد نحو 1,800 سنة ضوئية من الأرض. وهذا السطوع بدأ يتلاشى بعد ثلاث سنوات.
وقال المؤلف الرئيس المشارك د. ماثيو كينورثي Matthew Kenworthy، الأستاذ المشارك من جامعة ليدن Leiden University في هولندا: ”كي أكون صادقاً، كانت هذه الأرصاد مفاجئة تماماً بالنسبة إليَّ. أشار أحد علماء الفلك على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن النجم سطع بالأشعة تحت الحمراء أكثر من 1,000 يوم قبل أن يخبو بصرياً. أدركتُ حينها أن هذا كان حدثاً غير عادي“.
رصدتْ التوهُّجَ الخافت بعثةُ نيووايز NEOWISE (مستكشف مسح الأجرام القريبة من الأرض بالأشعة تحت الحمراء واسعة النطاق Near-Earth Object Wide-Field Infrared Survey Explorer) التابعة لناسا – وهو تلسكوب فضائي يبحث عن الكويكبات والمذنبات. وبعد ذلك، وباستخدام نمذجات حاسوبية تعتمد على درجة حرارة المادة المتوهجة وحجمها، وضع العلماء نظرية للأسباب المحتملة لنشوئه. وكان الأرجح من بينها أن التوهج نشأ بسبب اصطدام عملاقين جليديين. وإذا تبين أن هذا صحيح، فإن تعتيم الضوء الشديد قد يكون ناجماً عن سحابة غبار تتحرك أمام النجم.
على مدى السنوات المقبلة ستُجري التلسكوبات الأرضية والفضائية مزيداً من الأرصاد. قد ترصد سحابة من الغبار تنتشر فوق موقع الاصطدام، والتي ستلتقطها التلسكوبات على شكل تشتت للضوء. هذه السحابة هي نتيجة الاصطدام الذي أدى إلى تطاير شظايا من الصخور والجليد حول النجم، مما أدى إلى تكوين جسم كوكبي متوهج.
أما في المستقبل، فيقول الباحثون إن هذه المادة الدائرية قد تتكثف لتشكل أيضاً سلسلة من الأقمار التي ستدور حول الكوكب الجديد.
وقال المؤلف المشارك د. سايمون لوك Simon Lock، وهو زميل باحث من جامعة بريستول University of Bristol، لمجلة بي بي سي ساينس فوكس: ”تُقدم هذه المشاهَدة أول لمحة حقيقية عن آلية عمل الاصطدامات العملاقة والاصطدامات بين الكواكب، وكيف تتطور الأنظمة بعد ذلك. في الواقع سنكون قادرين على مشاهدة المراحل النهائية لولادة كوكب“.