عزيزي الدكتور…

يمكن أن يكون مكان ألم الصداع مؤشراً على نوع الصداع الذي تعانيه. هناك عوامل أخرى تساعد أيضاً، ولكن موقع (أو مواقع) الألم معلومات مفيدة يجدر أن تؤخذ في الاعتبار؛ أنواع الصداع المختلفة تميل إلى أن تكون لها أنماط مختلفة من ناحية مكان الشعور بالألم، إضافةً إلى أعراض أخرى مرتبطة بها.

الصداع الناتج عن التوتر هو أحد أكثر أنواع الصداع شيوعاً. وعادةً ما يكون هذا الصداع على شكل إحساس مبهم بالألم يلف رأسك مثل عصابة مشدودة. يشعر المصاب بالصداع الناتج عن التوتر عادةً بألم في منطقة الجبهة والصدغين، أو في الجزء الخلفي من الرأس والرقبة. غالباً ما يرتبط هذا النوع من الصداع بالإجهاد وسوء وضعية الجسم وقلة النوم وإجهاد العين. كما أن الإفراط في تناول الكافيين وجفاف الجسم قد يؤديان أيضاً إلى تفاقم الصداع الناتج عن التوتر.

من ناحية أخرى، فإن الصداع النصفي المعروف بأنه يسبب ألماً شديداً نابضاً يشعر به المريض في جانب واحد من الرأس. على الرغم من أن الصداع النصفي يمكن أن يحدث في أي مكان في رأسك، فإنه في أكثر الأحيان ينتشر من الصدغ إلى العين أو يحدث على جانب واحد من الجبهة. وتُعَد الأعراض الأخرى (الغثيان، والتحسس من الضوء والصوت، واضطرابات الرؤية) أكثر شيوعاً في الصداع النصفي مقارنة بأنواع الصداع الأخرى. يحتاج من يعانون الصداع النصفي على الأرجح إلى الاستلقاء في غرفة معتمة وهادئة عندما يبدأ الألم. يمكن أن يحدث الصداع النصفي بسبب عديد من الأشياء، بدءاً من التقلبات الهرمونية وبعض الأطعمة وحتى المحفزات الحسية والعوامل البيئية. ويمكن أن يسبب الإفراط في تناول الكافيين، وكذلك التخلي عن الكافيين، الصداعَ النصفي أيضاً.

قد يشير الصداع الذي ينتشر من رقبتك إلى مؤخرة رأسك إلى الألم الناتج عن التهاب المفاصل في الرقبة. وقد يتفاقم هذا الصداع عند القيام بحركات معينة في الرقبة أو عند الضغط على مناطق محددة فيها.

يظهر صداع الجيوب الأنفية، كما يوحي الاسم، عادةً على شكل ألم خفيف ونابض في مناطق الجيوب الأنفية في مقدمة الوجه، وفي أكثر الأحيان تتفاقم الأعراض بسبب احتقان الجيوب الأنفية والتهابها.

لذا فإن معرفة مكان الألم يمكن أن يساعد على تشخيص نوع الصداع الذي تعانيه، ولكن هذا قد يختلف من شخص إلى آخر، ويجب أيضاً أخذ عوامل أخرى في الاعتبار، مثل الأعراض المصاحبة والمدة والمحفزات. NM

جاي كوهين، عبر البريد الإلكتروني Jae Cohen, Via Email

هل يُحتمَل أننا نعيش في ثقب أسود؟

درس العلم الحديث هذا الاحتمال على نحو جِدي استناداً إلى عدد من الحقائق. ولعل أبرزها هو أنه إذا حسبنا حجم ثقب أسود Black hole تساوي كتلته وطاقته مجمل الكتلة والطاقة التي يمكننا رؤيتها في الكون، فإننا سنحصل على نتيجة مفاجئة: أنه تقريباً بحجم الكون المرئي نفسه!

إذا بدا هذا غريباً، فتذكر أن نصف قطر الثقب الأسود يتناسب طردياً مع كتلته، في حين أن حجمه يتناسب طردياً مع نصف قطره المكعب. لذا، كلما كان الثقب الأسود أكبر، قلَّت كثافته. ومن ثم فإن الثقب الأسود الذي يبلغ نصف قطره نصف قطر الكون سيكون له تقريباً الكثافة المتوسطة التي نلاحظها في الكون.

يوجد في الكون أوجه تشابه أخرى مع الثقوب السوداء. مثلاً، إذا جرَّبنا توسع الكون في الاتجاه المعاكس، فسيتضح أنه بدأ من نقطة الحدث المنفرد Singularity، وهي نقطة في الزمن كان فيها الكون في حالات من الكثافة ودرجات الحرارة العالية جداً والطاقات الشديدة جداً إلى درجة انهارت معها قوانين الفيزياء التي نعرفها، ولم يكن ممكناً تطبيقها. وهذا مماثل من الناحية الرياضياتية للأحداث المنفردة الموجودة في الثقوب السوداء.

كما أن الثقوب السوداء لها آفاق أحداث Event horizons وهي حدود يُحتجَز خلفها كل الضوء والمادة ولا يمكنها الهروب منها. والكون لديه شيء مماثل؛ هو ”أفق الحدث“ الكوني، الذي لا نستطيع أن نرى خلفه لأن الضوء من هناك لا يصل إلينا. ومن ناحية التحليل المعتمد على الرياضيات، فإن خصائص الفضاء خارج أفق الحدث في الثقب الأسود هي ببساطة انعكاس أو عكس تلك الموجودة داخله. كما اقترحت دراسات أخرى أن تكوين ثقب أسود يمكن أن يؤدي إلى إنتاج ”عوالم صغيرة“ Baby universes.

ولكن على الرغم من هذه الغرائب النظرية أو المفاهيم غير العادية من الناحية النظرية، لم تسفر أي من هذه الأفكار عن تنبؤات قابلة للاختبار أو أي أدلة قابلة للملاحظة. ومن ثم، فإن السؤال حول ما إذا كنا نعيش داخل ثقب أسود ما زال غير قابل للإجابة. AG

لوري فرانكلين، عبْر البريد الإلكتروني Laurie Franklin, Via Email

هل يمكن إطالة العمر من خلال تبني مفهوم إيكيغاي الياباني؟

يُعَد سكان جزيرة أوكيناوا Okinawa اليابانية من بين أبرز المعمَّرين في العالم. ويتجلى أحد الأسباب وراء ذلك في ميلهم إلى اتباع نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية ويعتمد على النباتات. لكن هناك سبباً آخر نفسياً ويتعلق بأنهم يجعلون لحياتهم مغزى وغاية، وهو ما يسميه اليابانيون إيكيغاي Ikigai.

تشير عديد من الدراسات إلى أن هناك فوائد لتبني مفهوم إيكيغاي. مثلاً أجرى فريق من كلية الدراسات العليا للطب من جامعة توهوكو Tohoku University Graduate School of Medicine استطلاع رأي شمل أكثر من 40 ألف شخص بالغين مرتين على مدى سبع سنوات. كان عدد المتوفَّين قبل نهاية الدراسة أقل بين فئة المشاركين الذين قالوا إنهم يتبنون مفهوم إيكيغاي في بَدء الدراسة.

وربطت أبحاث أخرى بين مفهوم إيكيغاي والتعافي السريع من جراحة الركبة؛ ووجود عدد أقل من العلامات البيولوجية للإجهاد؛ وتحسين أداء الجهاز المناعي؛ وزيادة فرص النجاة من النوبات القلبية؛ والشعور بمزيد من السيطرة على الحالة الصحية.

إذا كنتِ ترغبين في تبني مفهوم إيكيغاي، فمن المفيد أن تكون نقطة البَدء هي التفكير فيما يهمك حقاً في الحياة، ثم اجعلي هدفك أن يكون أولوية لك. حاولي أن تفعلي أشياء تُشعرك بالرضا الداخلي (بدلاً من أشياء تحصلين من خلالِها على نوع ما من المكافأة الخارجية، مثل المال أو المنصب أو المكانة).

بالطبع، لدينا جميعاً فواتير نسددها ومسؤوليات حياتية أخرى، لذا فإن جزءاً مهماً من تبني إيكيغاي هو محاولة إيجاد معنى في عملك ومهامك اليومية. قد يتضمن هذا التفكير في الغرض الأعمق لما تفعلينه وكيف يتماشى مع ما يهمك. قد يتطلب الأمر تغيير ما تفعلينه في الحياة ليتماشى على نحو أفضل مع أولوياتك. يطلق بعض الخبراء على هذا النهج اسم ”تصميم الحياة“ Life crafting أو بنائها بما يتوافق مع قيمنا وأهدافنا، وهذا يعني أن نقضي الوقت في التفكير في نوع العمل الهادف، والهوايات، والعلاقات التي نريدها، ثم نضع أهدافاً حول الكيفية التي يمكن وفقَها تحويلُها إلى واقع.

جانب آخر من إيكيغاي هو تقدير الفرح الذي تمنحه لنا لحظات الحياة البسيطة، سواء كان ذلك رؤية السماء في الصباح أو تذوق طعم الشاي في فترة ما بعد الظهر. ومن المفيد أيضاً أن تشعري بأنك جزء من شيء ذي معنى أكبر من نفسك. لتعزيز هذا الجانب من إيكيغاي، يمكنك بذل جهد واعٍ لتخصيص مزيد من الوقت للعائلة، أو التطوع في مؤسسة خيرية محلية، أو الانضمام إلى نادٍ أو فريق محلي.

الهدف من هذه الخطوات هو إعطاؤك إحساساً بالغاية والاتجاه، وقضاء مزيد من الوقت في فعل أمور تهمك. إذا تمكنت من تحقيق ذلك، فإن الأبحاث حول مفهوم إيكيغاي تقترح أن صحتك ستتحسن وربما تعيشين فترة أطول. CJ

روز آن دي كريستوفورو، عبْر البريد الإلكتروني Rose Anne DeCristoforo, Via Email

هل تناوُل الطعام الطازج المزروع محلياً أفضل حقاً لتحسين بصمتِنا الكربونية؟

تتحدد انبعاثات الكربون المرتبطة بالغذاء من خلال كل العمليات التي تشارك في إنتاجه، وليس فقط من خلال توزيعه. والسؤال هنا هو ما إذا كانت الانبعاثات الناجمة عن النقل تشكل نسبة كبيرة من إجمالي الانبعاثات.

في السابق اقترح العلماء الذين بحثوا هذه المسألة أن انبعاثات النقل تُشكل في أكثر الأحيان أقل من %10 من إجمالي الانبعاثات التي تولدها المنتجات الغذائية. ومع ذلك اقترحت دراسة نُشرت في مجلة نيتشر فود (نيتشر للطعام) Nature Food في العام 2022 أن انبعاثات النقل تمثل في الواقع نحو %19 من انبعاثات الأغذية، على الرغم من أن هذه الدراسة تضمنت ليس فقط نقل الغذاء نفسه، ولكن أيضاً كل ما هو مطلوب لإنتاجه، بما في ذلك الأسمدة والآلات والأعلاف الحيوانية.

أياً كان الرقم، فمن المؤكد أننا يجب أن نتبع نهجاً أكثر شمولاً لإدارة البصمة الكربونية Carbon footprint لغذائنا. شراء المنتجات المحلية يساعد، لكن مؤلفي الدراسة التي أجريت في العام 2022 يقترحون أنه يجب أن يقترن ذلك بالتحوُّل نحو الأنظمة الغذائية القائمة على النباتات وتحرُّك الحكومة لمعالجة الانبعاثات في أعلى سلسلة الإنتاج، مثل إزالة الغابات. HB