أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
فضاء

علماء يخططون لإذابة غبار القمر لشَق طرق قمرية

يمكن صنع حجارة رصف مثلثة الشكل على سطح القمر باستخدام أشعة الشمس وحل المشكلات التي يسببها الغبار القمري

يتطلب أي استكشاف ينجزه البشر عادةً وجودَ طرق في مرحلة ما، وهذا ينطبق حتى على القمر. ولكن كيف يمكننا بناء الطرق القمرية؟ باستخدام ضوء الشمس وغبار القمر، لكن هذا ظل يطرح مشكلة بالنسبة إلى مستكشفي القمر ومعدات الاستكشاف.

تعني مستويات الجاذبية المنخفضة على القمر أن أي حركة على سطحه تثير الغبار، الأمر الذي قد يستغرق ساعات حتى يستقر. هذا الغبار دقيق جداً وكاشط بما يكفي لإتلاف المعدات إذا دخل إليها (سبَّب الغبار القمري تآكلَ البدلات الفضائية لرواد بعثات أبولو).

لكي تنجح أنظمة النقل على القمر، لا بد من بناء طرق صُلبة ومنصات هبوط. لكن إرسال مواد بناء الطرق إلى سطح القمر أمر مكلف. 

لذلك اكتشف باحثون من جامعة آلين Aalen University بألمانيا أنه من خلال صهر غبار القمر، يمكنهم تشكيل ألواح صلبة وقوية تثبِّت هذا الغبار الناعم جداً في مكانه. 

ستسهل هذه الألواح على المركبات الجوالة المشيَ عبر سطح القمر، ولكنها ستقلل أيضاً من التربة التي تزيحها محركات الدفع في المركبات التي تهبط عليه وتقلع منه.

وفي الدراسة التي نُشرت في دورية تقارير علمية Scientific Reports استخدم الباحثون بديلاً لغبار القمر يسمى EAC-1A طورته وكالة الفضاء الأوروبية European Space Agency لهذا النوع من الاختبارات.

”ستركز عدسة عملاقة ضوءَ الشمس لإذابة غبار القمر وتحويله إلى حجارة الرصف“

صهر الباحثون -الذين يعملون على الأرض- الغبار EAC-1A باستخدام ليزر ثاني أكسيد الكربون. على القمر سيُستبدَل هذا الليزر بإشعاع شمسي مركَّز بفضل عدسة عملاقة تبلغ مساحتها 2.37 متر مربع (25.5 قدم مربعة) ستركز ضوء الشمس لإذابة غبار القمر إلى ألواح مثلثة الشكل بعرض 20 سم لصنع حجارة الرصف.

قال مؤلف الدراسة البروفيسور جينس غونستر Jens Günster لمجلة بي بي سي ساينس فوكس BBC Science Focus: ”لقد تمكنّا من دمج المواد حتى عمق يزيد على 20 ملم، وهو عمق ضخم جداً… كنا سعداء جداً بالخصائص الميكانيكية للمادة المُتكتِّلة“.

بمجرد إرسال العدسة الشمسية إلى القمر، ستستخدم الموارد القمرية فقط في عملية بناء الطرق.

هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحسين العملية قبل أن يصير من الممكن إعادة إنتاجها على القمر. ومع ذلك يعتقد غونستر أن ذلك قد يكون ممكناً خلال العقد المقبل – في الوقت المناسب لبعثات مثل تلك التي ينص عليها برنامج آرتميس Artemis programme التابع للوكالة ناسا والذي يتضمن خططاً لإنجاز أول هبوط مأهول على سطح القمر منذ أبولو 17 في العام 1972، ولبناء محطة غيْتواي (البوابة) Gateway، وهي محطة فضائية جديدة ستُبنَى في المدار حول القمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى