أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
اكتشافات

علماء يكتشفون آلية طبيعية لمكافحة الشيخوخة لدى البشر

يدفع الزمن عمرَنا إلى الأمام، لكن دراسة جديدة تقترح أننا قادرون على إبطائه... وربما حتى عكس اتجاهه.

وجدت دراسة جديدة من كلية الطب في جامعة هارفارد Harvard Medical School وكلية الطب في جامعة ديوك Duke University School of Medicine أن البشر يمكن أن يجددوا شبابهم على نحو فعال بعد التعافي من أحداث مُجهدة. تظهر الدراسة أنه في حين أن الإجهاد يمكن أن يزيد سنوات إلى عمر الشخص ويجعله يشيخ من الناحية البيولوجية، فإن الجسم قادر على عكس اتجاه هذا التأثير.

بينما يمثل العمر الزمني عدد السنوات التي عشتها، يجري تحديد العمر البيولوجي من خلال مقدار تغير الحمض النووي DNA لديك عن طريق تفاعل كيميائي يسمى المَثْيَلَة Methylation (بالمعنى الفضفاض للمصطلح هي العملية التي تؤدي إلى إيقاف تشغيل الجينات). يتأثر عمرك البيولوجي بعوامل مثل المرض ونمط الحياة والتعرض البيئي. كما وُجد أن الإجهاد، سواء كان جسدياً أو عقلياً، يؤدي إلى دفع الشخص نحو الشيخوخة بسرعة بيولوجياً.

في المَثْيَلة تُسبب البروتينات (باللون الأزرق) التي تُنتَج بفعل الإجهاد تغيراتٍ في الحمض النووي DNA للجسم (اللون البرتقالي) لزيادة عمره البيولوجي
د. فاديم غلاديشيف هو أحد كبار مؤلفي الدراسة التي وجدت أن الجسم قادر على إبطاء الشيخوخة البيولوجية

تُظهر الدراسة، المنشورة في مجلة سيل ميتابوليزم (أيض الخلية) Cell Metabolism، أن عمرك البيولوجي أكثر مرونة من عمرك الزمني. في الواقع يمكن أن يكون الأشخاص أكبر أو أصغر من عمرهم الزمني من الناحية البيولوجية. إن قول الباحثين إن اكتشاف أن العمر البيولوجي ”مائع ومتقلب ومرن“ يشكك في الاعتقاد السائد منذ القدم بأنه لا يمكن إلا أن يزداد، مثل العمر الزمني.

اختبرت الدراسة فكرة أن مستويات المَثْيلة تتغير بنحو متوقع في أثناء الشيخوخة البيولوجية كما هي الحال بالنسبة إلى الشيخوخة الزمنية. لكن الباحثين وجدوا أن مستويات مَثْيَلة المشاركين اختلفت عن المستويات المتوقعة لعمرهم الزمني.

”القدرة على التعافي من الإجهاد قد تكون عاملاً مهماً محدِّداً للشيخوخة الناجحة وطول العمر“

تزيد المَثْيَلة الناتجة عن الإجهاد الشديد احتمال الوفاة Mortality نظراً إلى أن زيادة العمر البيولوجي تزيد من قابليتك للإصابة بالأمراض المرتبطة بالإجهاد. تظهر هذه الدراسة أن عكس اتجاه عمرك البيولوجي يمكن أن يقلل من احتمال الوفاة. قال د. فاديم غلاديشيف Vadim Gladyshev، أحد مؤلفي الدراسة، إن هذا يشير إلى أن ”القدرة على التعافي من الإجهاد قد تكون عاملاً مهماً محدِّداً للشيخوخة الناجحة وطول العمر“ – أو مدى احتفاظنا بصحة جيدة مع تقدُّمنا في العمر.

في المستقبل قد يصير عمرك البيولوجي مقياساً مفيداً لمستويات الإجهاد لديك ومدى تعافيك منه. 

وكما أظهرت الدراسة أن أجسامنا قادرة على إحداث هذا الانعكاس بنحو طبيعي، فإنها تثير تساؤلات حول ما إذا كنا قادرين على أن نعود بعمرنا إلى ما هو أبكر من خط الأساس للتعافي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى