فقط في أغرب أحلامك
لا يعرف العلماء بعدُ لماذا نحلم. لكن حالياً وجد علماء النفس طريقة للتواصل مع الحالمين الواعين– وهم الأشخاص القادرون على التحكم في أحلامهم- على أمل أن يساعدونا على استكشاف ما يحدث داخل أدمغتنا في الليل.
ينطلق أصحاب البلايين إلى الفضاء فيما نحن قابَ قوسين أو أدنى من الحوسبة الكمومية Quantum computing. ومع ذلك، وعلى نحو يبعث على الإحباط، ما زالت تتعذر على العلماء دراسة أحد أكثر الجوانب المألوفة واليومية للطبيعة البشرية ألا وهي الأحلام.
وُضعت نظريات كثيرة بهذا الشأن، لكن الحقيقة هي أننا لا نعرف كثيراً عن السبب الذي يجعلنا نحلم أو كيف نفعل ذلك. تمثلت العقبة الرئيسة أمام العلماء في أن الناس عندما يحلمون ينفصلون إلى حد كبير عن العالم، أو على الأقل هذا ما افترضوه فترة طويلة. لذلك لجأ الباحثون إلى سؤال الناس، عند استيقاظهم، عما فعلته عقولهم في أثناء نومهم، لكن هذا النهج ظل سطحياً وغير موثوق به.
يقول د. كين بالير Ken Paller، عالم النفس والباحث في الأحلام من جامعة نورث وسترن Northwestern University: ”قد تفقد ذكريات الأحلام بعض أجزاء الحلم، ويمكن أن تكون مشوهة وغير صحيحة، لذلك إذا كان هذا كل ما لدينا، فسيكون من الصعب بناء علم قوي للأحلام“.
ما يمكن أن يُحدث نقلة نوعية في مجال الأبحاث المتصلة بالأحلام هو العثور على طريقة ما للتواصل والتفاعل مع شخص في أثناء حلمه. يبدو الأمر بعيد المنال، مثل شيء من فيلم الخيال العلمي استهلال Inception الذي كتبه وأخرجه كريستوفر نولان Christopher Nolan، ولكن مثل هذا الاختراق المهم هو تحديداً ما تمكن من تحقيقه فريق دولي من الباحثين بقيادة بالير وكارين كونكولي Karen Konkoly أيضاً من جامعة نورث وسترن. يقول بالير إن العمل الذي نُشر في دورية Current Biology في وقت سابق من هذا العام، ”يمنح فرصة كبيرة للاستكشاف العلمي للأحلام… لدينا حالياً مزيد من الطرق لنتعلم ونفهم كيف تحصل الأحلام“.
هذا المشروع هو واحد من عدة مشروعات جديدة بدأت في استغلال الفرص البحثية التي يوفرها ”الحلم الواعي“ Lucid dreaming، وهي حالة نادرة نسبياً يدرك فيها الحالم في أثناء نوم حركة العين السريعة Rapid eye movement (اختصاراً: النوم REM) عن وعي أنه يحلم. يمثل هذا جبهة بحثية جديدة، لكن الأحلام الواعية معروفة منذ آلاف السنين. فقد وصف أرسطو الحالة على النحو الآتي: ”… في أكثر الأحيان عندما يكون المرء نائماً، هناك شيء ما في الوعي يعلن أن ما يظهر حينها هو مجرد حلم“.
لا تفتح هذه الموجة من العمل الجديد على الأحلام الواعية فرصاً مثيرة للاهتمام فحسب للبحث في طبيعة ووظيفة الحلم، بل إنها توفر أيضاً إمكانيات عملية مثيرة للفضول للتدخلات الإكلينيكية والتطوير الذاتي، بما في ذلك تعزيز التعلم والإبداع.
اختر حلمك
إذا حدث أنك حلمتَ وأدركت أنك تحلم، فقد خبرتَ حالة الحلم الواعي. تشير التقديرات إلى أن نحو نصفنا ينتمي إلى هذه الفئة، إذ يختبر نحو %20 منا هذه الظاهرة على أساس شهري ويمر %1 منا بعديد من هذه التجارب كل أسبوع. في بعض الأحيان يمكن للأشخاص الذين هم في حالة حلمٍ واضحة أن يبدؤوا عمداً في اختيار ما يحدث في حلمهم، كأنهم يُخرجون فيلمهم الخاص. هذه الدرجة من التحكم الواعي مهمة للعلماء لأنها تطرح احتمال أن يكون الحالم قادراً على اختيار التواصل مع العالم الخارجي.
ولكن البحث العلمي ما زال في مرحلة مبكرة نسبياً فيما يتعلق بما يحدث في الدماغ في أثناء الأحلام الواعية. فقد أُجريت عديدٌ من الدراسات التي قاست الموجات الدماغية للأشخاص باستخدام مخطط كهربائية الدماغ في أثناء الأحلام الواعية، ولكنها التُقطت فقط بضع مرات عبر ماسح ضوئي حديث عالي الدقة للدماغ. يقول د. بنيامين بيْرد Benjamin Baird من معهد ويسكونسن للنوم والوعي بجامعة ويسكونسن ماديسون Wisconsin Institute for Sleep and Consciousness, University of Wisconsin Madison الذي درس الارتباطات العصبية للأحلام الواعية: ”باختصار، ما زلنا لا نعرف ما التغيرات الموضعية في نشاط الدماغ المرتبطة بالحلم الواضح“. ويضيف قائلاً: ”هناك بعض بيانات التصوير العصبي الأولية التي تقترح أن هناك دوراً للشبكة الأمامية الجدارية [وهي شبكة من المناطق المتصلة تمتد عبر الجزء الأمامي والخلفي من الدماغ ولها دور في الانتباه وحل المشكلات]“، ومع ذلك فهو يشير إلى الحاجة إلى مزيد من البحث العلمي من أجل تأكيد هذا.
يقول بيْرد إن هناك أمراً واحداً يبدو واضحاً، وهو أن الأحلام الواعية تحدث خلال فترات نشاط الدماغ الأكثر كثافة في أثناء النوم REM.
ويشرح قائلاً: ”إن نشاط النوم REM يرسم في أثناء حدوثه قمماً وأودية يكون نشاط الدماغ خلالها مرتفعاً أو منخفضاً… فنحن نصبح واعين عند ذروة نشاط الدماغ، عندما نكون في الحالة الذهنية لمحاولة إدراك أننا نحلم، أو أحياناً عن طريق المصادفة إذا حثنا شيء ما على التفكير فيما إذا كنا نحلم“.
دخول عالم الأحلام
”أنت تنتقل في بيئة أنشأها عقلك بالكامل، لكنها تشعرك كأنك في حالة اليقظة“
إذا لم يسبق لك أن مررت بتجربة الحلم الواعي من قبل، فقد تتساءل عما يمكن أن تشعر به حينها. هناك شخص واحد على دراية كبيرة بالأحلام الواعية هو ديْف غرين Dave Green، الممثل الكوميدي الإنجليزي الذي تحول إلى فنان يستوحي أعماله من الأحلام الواعية. اختبر غرين الأحلام الواضحة أول مرة عندما كان طفلاً وهو يقول: ”إن تجربة الحلم الواعي تشبه أن تجسد نفسك في خيالك… أنت تنتقل في بيئة أنشأها عقلك بالكامل، لكنها تشعرك كأنك في حالة اليقظة“.
عندما لم يتمكن من أداء دوره ككوميدي والوقوف أمام جمهور (ستاند أب كوميدي) في أثناء الوباء، أعاد اكتشاف الحلم الواعي وبدأ في استخدام التجربة لاستحضار أعمال فنية يعيد تشكيلها بعد أن يستيقظ. يقول: ”إلى جانب تشكيل الأعمال الفنية، فإن الشيء المفضل لديَّ في الحلم الواضح هو الطيران. إنه يمنحك شعوراً بالنشوة“. (إذا رغبت في تجربة هذا بنفسك، فسيسرك أن تعرف أن الحلم الواضح هو إلى حد ما مهارة يمكن التدرب عليها. انظر الصفحة المقابلة للتعرف على بعض التقنيات الأساسية).
لتحقيق اختراق في دراسة الأحلام الواعية، استغلت كونكولي وبالير، مع زملائهما في مختبرات أخرى في فرنسا وألمانيا وهولندا، الإدراك الواعي المتبقي الذي يختبره الحالمون الواعون. من أجل ذلك استقطبوا عديداً من الحالمين الواعين من ذوي الخبرة، إضافة إلى بعض المبتدئين الذين دربوهم للحصول على تجربة الأحلام الواضحة.
بعد ذلك لجؤوا إلى عملية طورتها زميلة عالم الأحلام د. ميشيل كار Michelle Carr وزملاؤها. خلال هذه العملية تُقرَن أصوات التنبيه والأضواء الساطعة بصورةٍ متكررةٍ في أثناء اليقظة مع تعليمات لتصير واضحة، وهذا لكي يدرك الشخص أفكاره وأحاسيسه، ويأخذ في الاعتبار إن كان يفكر أنه في حالة يقظة أو أنه يحلم. ثم استخدم فريق كونكولي وبالير هذه الأصوات أو الأضواء نفسها في أثناء نوم المشاركين (كما حدث التأكيد موضوعياً من خلال قياس موجات دماغهم) لحثهم على أن يصيروا واعين في أثناء الحلم. والأهم من ذلك أن المشاركين في الدراسة دُرِّبوا على أن يشيروا، عند دخولهم في حالة حلم واضح، إلى ذلك من خلال تحريك أعينهم أفقياً.
في هذه المرحلة استخدم الباحثون حركات عيون الحالمين لإنشاء اتصال من داخل أحلامهم إلى العالم الخارجي. لقد اختُبر مثل هذا الأمر عدة مرات من قبل، ولجأ إليه بنحو خاص عالمُ النفس الفسيولوجي الأمريكي د. ستيفن لابيرج Stephen LaBerge في أوائل ثمانينات القرن العشرين كطريقة للتحقق موضوعياً من ظاهرة الأحلام الواعية- أي إن الحالمين الواعين مدركون حقاً وقادرون على الاستجابة. لكن كونكولي وبالير وزملاءهما الدوليين ذهبوا إلى أبعد من ذلك، لخلق حالة فعلية من ”الحلم التفاعلي“ Interactive dreaming كما سمَّوْه. بعد أن أشار المشاركون إلى أنهم كانوا في حلم واعٍ، طَرح عليهم العلماء أسئلة حسابية بسيطة، مثل “ثمانية ناقصةً ستة”، أجاب عنها المشاركون بنجاح باستخدام حركات العين، وفقاً لرمز جرى الاتفاق عليه سابقاً (على سبيل المثال، في هذه الحالة، أوصلوا الجواب ”اثنين“ عبر تحريك العين مرتين من اليسار إلى اليمين).
كيف تحصل على مزيد من الأحلام الواعية
هناك ثلاث تقنيات رئيسة يوصي بها باحثو الأحلام لزيادة احتمالات تجربة الحلم الواضح يمكن استخدامها إما بمفردها وإما معاً.
الأسلوب الأول هو ”اختبار الواقع“ Reality testing الذي يتضمن أن تمارس بانتظام في أثناء اليقظة عادة التحقق مما إذا كنت نائماً أو مستيقظاً. على سبيل المثال يمكنك التحقق عدة مرات في اليوم إن كان في مقدورك تمرير أصابع إحدى يديك عبر راحة يدك الأخرى (وهذا يكون ممكناً عادةً في أرض الأحلام، ولكن ليس في أثناء اليقظة). قد يبدو هذا غريباً، ولكن الفكرة هي أنه إذا اعتدتَ فعل ذلك في أثناء استيقاظك، فمن المرجح أن تحاول فعله في أثناء حلمك، وإذا نجحت فسوف تدرك أنك تحلم وستصير واعياً لذلك.
هناك أسلوب آخر يُسمى ”استيقظ لتعود إلى النوم“Wake Back To Bed (اختصاراً: أسلوب WBTB) ويتضمن ضبط المنبه ليوقظك قبل ساعتين إلى ثلاث ساعات تقريباً من موعد نهوضك المعتاد. عندما تستيقظ تدع نفسك بعد ذلك تعود إلى النوم، ولكن بعد أن تجدِّد العزم على الدخول في حلم واضح. الفكرة من وراء هذا هي أن الحلم الواضح يحدث في أثناء النوم REM (مرحلة النوم عندما يكون الحلم السردي أكثر شيوعاً)، ولذا فأنت توقظ نفسك في الوقت المناسب من الليل عندما يُرجح أن تكون في منتصف النوم REM، ثم تلِجُه مجدداً وأنت عازم على الدخول في حلم واعٍ.
الأسلوب الأخير يسمى استقراء ذاكِري للأحلام الواضحة Mnemonic Induction of Lucid Dreams (اختصاراً: أسلوب MILD) ويتضمن أن تكرر على نفسك ترنيمة عدة مرات قبل أن تنام، مثل ”في المرة المقبلة التي أحلم فيها، سأتذكر أنني أحلم“. يمكنك إما أن تجرب ذلك عندما تخلد إلى النوم في المساء، أو أن تدمجه مع أسلوب WBTB في الساعات الأولى من الصباح. يوصي ديْف غرين، الممثل الكوميدي الذي تحول إلى فنان الأحلام الواعية، بأسلوب MILD قائلا: ”أقول هذا مراراً وتكراراً: الليلة سأدخل في الحلم الواعي وسأبتكر رسماً“.
في هذه المرحلة حقق الباحثون إنجازات جديدة ومثيرة للاهتمام، ونجحوا في تحقيق تواصل ثنائي الاتجاه مع المشاركين حين كانوا يحلمون. لقد نجحوا في تحقيق هدفهم الذي هو كما وصفوه في ورقتهم العلمية “أقرب إلى إيجاد طريقة للتحدث مع رائد فضاء موجود في عالم آخر، ولكن في هذه الحالة، صُنع العالم بالكامل على أساس الذكريات المخزَّنة في الدماغ”.
الكلام في أثناء النوم
”[البحث يقول] أقرب إلى إيجاد طريقة للتحدث مع رائد فضاء موجود في عالم آخر“
ركزت الدراسة التي أجرتها كونكولي وبالير وزملاؤهما على إقامة اتصال ثنائي الاتجاه بين الحالم والعالم الخارجي. كانت دراسة لإثبات المفهوم، وهي تَعِدُ بتمهيد الطريق أمام عديد من المشروعات الجديدة والمثيرة للاهتمام، سواء لكشف مزيد عن طبيعة الدماغ الحالم والتدخلات العملية لتعزيز التعلم والإبداع، على سبيل المثال. مع ذلك، وحتى من دون القدرة على الاتصال ثنائي الاتجاه، فقد اختبر باحثون آخرون بالفعل الإمكانات التي يمكن أن يوفرها الحلم الواضح بطرق مختلفة.
على سبيل المثال هناك شيء مثل العلاج بالأحلام الواعية والذي يتضمن تعليم تقنيات الأحلام الواضحة لمن يعانون الكوابيس، بحيث يمكنهم اختيار الاستيقاظ من الكابوس أو حتى تغيير السرد ليصير محتواه أقل إزعاجاً.
استكشف باحثون آخرون إمكانية استخدام الأحلام الواعية لممارسة مهارات حركية. فقد كلَّف كل من د. دانيال إرلاتشر Daniel Erlacher من جامعة هايدلبرغ University of Heidelberg ود. مايكل شردل Michael Schredl من المعهد المركزي للصحة العقلية في مانهايم Central Institute of Mental Health in Mannheim مجموعةً من الحالمين الواعين بإلقاء قطعة نقود معدنية مراراً وتكراراً في فنجان في أحلامهم. ومقارنة بأدائهم الأساسي في الحياة الواقعية، تحسنت دقة المشاركين في اليوم التالي بمقدار أكبر من مجموعة التحكم التي لم تمارس إلقاء قطعة نقود سواء في الحياة الواقعية أو أرض الأحلام.
قد يكون من الممكن أيضاً استغلال الأحلام الواضحة للمساعدة على حل المشكلات بطريقة إبداعية. على سبيل المثال وجد د. تاداس ستومبريس Tadas Stumbrys ود. مايكل دانيْلز Michael Daniels من جامعة ليفربول جون مورس Liverpool John Moores University أن الحالمين الواعين كانوا قادرين على الاستعانة بشخصيات الأحلام لمساعدتهم على التوصل إلى استعارات أكثر إبداعاً.
الأمر المهم هو أنه يمكن للتفاعل ثنائي الاتجاه بين الحالم والعالم الخارجي الذي أقامته كونكولي وبالير وآخرون أن يبني على هذه الطرق المختلفة ويوسعها لاستغلال حالة الأحلام الواضحة. على سبيل المثال يشير نموذجهم للأحلام التفاعلية إلى أن الإشارات الحسية يمكن أن ترتبط بمحتوى الأحلام المرغوب فيها مسبقاً ومن ثم تشغيلها خلال حالة الحلم الواضح، مما يزيد من احتمال أن يتضمن الحلم الواضح ميزات يمكن أن تساعد على الإبداع أو تساهم في التعلم.
إعلانات في أثناء النوم
مع ذلك من غير المرجح أن يكون الطريق سهلاً. يقول بالير إن ”[تقنية التواصل مع الحالمين الواعين] لا تنجح في كل مرة نحاول فيها… نحن نعمل على تحسين أساليبنا، لذلك لا أعرف مدى موثوقيتها في نهاية المطاف“. في الواقع يحذِّر بالير من الانجراف بعيداً. يقول: ”أنا منفتح بإزاء إمكانية أن تكون هذه الطريقة مفيدة في المستقبل“.
لكن تكمن المشكلة الرئيسة في القضايا الأخلاقية التي يثيرها هذا النهج بأسره. إذا أمكن للباحثين أن يدخلوا إلى أحلامنا ويؤثروا فيما نحلم به، فإن ذلك يطرح إمكانية أن يتمكن آخرون من ذلك أيضاً، مثل المُعلنين الذين قد يصلون إلينا في أثناء نومنا عبر السماعات الذكية أو الأجهزة الأخرى. في الواقع بدأ هذا يحدث بالفعل: في وقت مبكر من العام 2021، جربت شركة الجعة الأمريكية Coors بصورة متعمدة حض متطوعين على أن يحلموا بمنتجها.
دفعت هذه التطورات أخيراً مجموعةً كبيرة من علماء الأحلام، بقيادة د. روبرت ستيكغولد Robert Stickgold من كلية الطب بجامعة هارفارد Harvard Medical School ود. أنطونيو زادرا Antonio Zadra من جامعة مونتريال Université de Montréal، إلى كتابة مقالة تحذر من المخاطر الأخلاقية المترتبة على استغلال المعلنين التقدمَ المحرَز في مجال الأحلام. وكتبا: ”لقد ساعد علم الدماغ على تصميم عديد من التقنيات المسببة للإدمان، من الهواتف المحمولة إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي تشكل حالياً جزءاً كبيراً من حياتنا في أثناء اليقظة: لا نريد أن نرى الشيء نفسه يحدث لنومنا“.
كان بالير وكونكولي في الواقع من بين الموقعين على الرسالة وهما أيضاً يدركان التبعات الأخلاقية المهمة لعملهما. يقول بالير: ”يمكن اعتبار الرسائل التي تُوجَّه في أثناء النوم إلى شخص غير راغبٍ فيها شكلاً من أشكال الإعلان غير الملائم وجعلها غير قانونية“.
ويوضح زادرا: ”في حين أن التقنيات نفسها محايدة ومبشرة لناحية تعزيز الإبداع وعلاج الاضطرابات النفسية، فإن استخدامها لتغيير وتحفيز سلوك الشراء من خلال قرصنة الأحلام أمرٌ مقلق“.
فمثلما أخذَنا العلمُ إلى مناطق مجهولة في الفضاء وعلى الأرض مثيراً أسئلةً أخلاقية جديدة على طول مسار تلك التجربة، يتكرر الأمر نفسه حالياً مع بروز آفاق جديدة من خلال تسريع الباحثين وتيرة استكشافهم لعقولنا النائمة.