مرتادو أحد المطاعم استمتعوا بأول وجبة في العالم معدة من لحوم استُزرعت في المختبر
يقدم مطعم في سنغافورة دجاجاً حقيقياً لم يتطلب إعداده ذبح أي حيوان، ممهداً الطريق لأفكار جديدة حول تناول اللحوم.
مع انتهائكم من قراءة هذا المقال، ستكون مجموعة من الأصدقاء في مطعم في سنغافورة قد تناولت وجبة لحوم من ثلاثة أطباق جرى إعدادها دون ذبح أي حيوان؛ إنها لحظة تاريخية لقطاع يحاول تخفيف تأثيره في البيئة.
استُزرع الدجاج المستخدم في الوجبة في مفاعلات حيوية Bioreactor على غرار تلك المستخدمة في صناعة لبن الزبادي، من قبل الشركة الأمريكية الناشئة إيت جاست Eat Just. فقد حصل اللحم الذي تنتجه ويحمل علامة غود ميت GOOD Meat على ترخيص من هيئة معايير الأغذية السنغافورية Singapore Food Standards Agency في ديسمبر 2020، وهي أولى منتجات لحوم مستزرعة في العالم تُباع تجارياً. وقدَّم الوجبات مطعم يحمل اسم 1880 ويهدف إلى تشجيع خوض نقاشات حول ما نأكل.
بشكل عام، تُنتج اللحوم المستزعة عن طريق حصاد الخلايا الجذعية من الأنسجة العضلية، قبل وضعها في مادة تحتوي على كل ما تحتاج إليه الخلايا لتنمو وتتكاثر. وعند نقطة معينة يتدخل اختصاصيو المختبر لحثها على التمايز لتنمو في الغالب كخلايا عضلية تندمج لتشكيل ألياف عضلية بدائية. ففي النهاية تُفرم وتُشكّل على هيئة برغر، أو كما في حالة المطعم في سنغافورة، “لقمة دجاج” Chicken bite.
في معظم الأحيان ستُستخدم اللحوم المزروعة في المختبر لصنع قطع الدجاج المقلية، حتى وإن كان لا يمكن أن نعدها وجبة راقية. ولكن من الواضح أن الطلب على بدائل اللحوم التي تشبه إلى حد بعيد الطعام الذي اعتدنا تناوله في ازدياد، إذ تبيع شركات مثل بيوند ميت Beyond Meat وإمبوسيبل فودس Impossible Foods البرغر الخالي من اللحوم في مطاعم الوجبات السريعة ومحلات السوبر ماركت، على حد سواء.
لماذا قد يُقبل الناس على تناول اللحوم المستنبتة؟ حسناً، تختلف التقديرات، لكن الماشية تنتج نحو %15 من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على كوكب الأرض، وهناك مخاوف من أن استخدام قطاع الزراعة للمضادات الحيوية في تربية الثروة الحيوانية يساهم في الارتفاع السريع للأمراض المقاومة للأدوية. وإذا تمكنت اللحوم المستزرعة من زيادة إنتاجها، مع إنتاج مستويات أقل من الملوثات مقارنة بقطاع الزراعة، يمكنها أن تخفف من تأثير تزايد عدد سكان العالم الذي يزيد الطلب على اللحوم.
شركة إيت جاست ليست الوحيدة في المجال. فهناك العشرات من الشركات التي تتسابق لإنتاج الدجاج والمأكولات البحرية ولحم البقر بكميات كبيرة. ونأمل بأن نتمكن من تجربة بعضها في عام 2021.