يوجد في المملكة المتحدة حالياً 850,000 شخص مصابون بالخرَف Dementia، وفقاً للأرقام التي جمعها مركز أبحاث ألزهايمر Alzheimer’s Research UK. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى مليون بحلول العام 2025 ومليونين بحلول العام 2050.
إنه المرض الوحيد حالياً ضمن أهم 10 أسباب للوفاة في المملكة المتحدة من دون دواء فعال للوقاية منه أو علاجه أو إبطاء تقدمه، ولكن هناك أدلة متزايدة على أن الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية يمكن أن يساعد على تأخير ظهور المرض وتخفيف أعراضه.
معدل ضربات القلب في أثناء الراحة يمكن أن يساعد على التعرف على المرضى الذين لديهم مخاطر مرتفعة للإصابة بالخرف
حالياً وجد باحثون من معهد كارولينسكا Karolinska Institute في السويد أدلة تربط بين ارتفاع معدل ضربات القلب في أثناء الراحة في سن الشيخوخة وزيادة خطر الإصابة بالخرف.
نظراً إلى أنه من السهل قياس معدل ضربات القلب في أثناء الراحة، ويمكن خفضه من خلال التمارين المنتظمة أو تناول الأدوية، يقول الباحثون إنه قد يكون وسيلةً لتحديد أولئك الذين لديهم مخاطر أعلى للإصابة بالخرف وعلاجهم قبل أن يصير المرض في مرحلة جد متقدمة.
خلال مدة تصل إلى 12 عاماً، راقب الفريق معدلات ضربات القلب في أثناء الراحة لدى 2,147 مشاركاً يعيشون في ستوكهولم بالسويد، وتبلغ أعمارهم 60 عاماً وأكثر. ووجدوا أن أولئك الذين يبلغ معدل ضربات قلبهم في أثناء الراحة 80 نبضة في الدقيقة، أو أعلى في المتوسط، معرضون لخطر الإصابة بالخرف بنسبة 55% أكثر من أولئك الذين يبلغ معدل ضربات قلبهم 60 إلى 69 نبضة في الدقيقة.
ظلت الصلة قائمة حتى بعد أن أخذ الفريق في الحسبان عواملَ الخطر المحتملة الأخرى، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية. ولكن لاحظ الباحثون أن الوعكات القلبية الوعائية غير المكتشفة قد تكون أثَّرت في النتائج، أو أن مزيداً من المشاركين المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية ماتوا خلال فترة الدراسة، ومن ثمَّ لم يعيشوا وقتاً كافياً للإصابة بالخرف.
قال المؤلف الرئيس للدراسة يومي إيماهوري Yume Imahori من معهد كارولينسكا: ”نعتقد أنه سيكون من المفيد استكشاف ما إذا كان معدل ضربات القلب في أثناء الراحة يمكن أن يساعد على التعرف على المرضى الذين لديهم مخاطر مرتفعة للإصابة بالخرف“.
وأضاف: ”إذا تابعنا المهارات الإدراكية Cognitive functions لهؤلاء المرضى بعناية وتدخلنا مبكراً، قد يتأخر ظهور الخرف، مما قد يكون له تأثير كبير في نوعية حياتهم“.