يمكن لأفاعي القصب القزمة أن تتشقلب لتهرب من الحيوانات المفترسة لأول مرة، لوحظت القدرة على اضطلاع فقاريات بحركة شقلبة ندَر مثيلُها لدى نوع من الثعابين وتضمنتها دراسة بحثية نشرت في مجلة بيوتروبيكا Biotropica.
ثعبان القصب القزم Dwarf reed snakes (سودورابديون لونغيسيبس Pseudorabdion longiceps) هو زاحف ليلي يقضي معظم وقته مختبئاً في أكوام الأوراق أو تحت الصخور والجذوع. ومع ذلك، كما أوضحت الدراسة الجديدة، فإنه عندما يكون في مواجهة الخطر يمكن أن ينفذ مناورة هروب نادرة. عند تعرضه للتهديد، يسحب الثعبان حلقاته ويلتوي عبر رسم شكل حرف S قبل استخدام ذيله ليدفع بجسمه عن الأرض – ويلقي بنفسه إلى الأمام في مناورة ”الارتداد واللف“ Recoil-and-roll بتكرار لتشكيل حركة الشقلبة.
في أثناء الدراسة سجل العلماء حركة شقلبة أداها ثعبان لمسافة 1.5 متر في أقل من خمس ثوان. يعتقد الباحثون أن الثعبان يمكن أن يؤدي أيضاً الشقلبة لإبهار الحيوانات المفترسة وإرباكها، باعتبارها وسيلة إلهاء بهلوانية تكسبه وقتاً حاسماً للهرب بسرعة.
من حسن حظ أي شخص لديه خوف من الثعابين، ربما لن ترى ثعبان قصب قزماً يتشقلب نحوك إذا كنت تعيش في أوروبا أو الأمريكتين. تنتشر هذه الزواحف بنحو أساسي في جنوب شرق آسيا، بدءاً من جنوب تايلاند وسنغافورة إلى بورنيو والجزر المحيطة بها.
على الرغم من تناقل روايات منذ فترة طويلة عن شقلبة ثعبان القصب القزم فإن هذه الدراسة التي أجرتها جمعية علم الأحياء المدارية والحفظ Association of Tropical Biology and Conservation هي المرة الأولى التي تُوثَّق فيها مثل هذه الحركة رسمياً لدى هذا النوع أو أي نوع آخر من الثعابين.
وفقاً للمقال البحثي تمتلك الثعابين الصغيرة مجموعة من آليات الدفاع النموذجية التي تشمل الهروب والتمويه Camouflage وإطلاق الروائح والتخويف والتظاهر بالموت. ويعتقد مؤلفو الدراسة أنه قد تكون هناك ثعابين صغيرة أخرى تتشقلب – لا سيما تلك التي تنتمي إلى عائلة ثعبان القصب القزم نفسها – لكنهم يشيرون إلى أن مراقبة هذه الأنواع يمكن أن تكون صعبة نظراً إلى أنها تعيش منعزلة.
لدى ظهور الخطر، يهرب ثعبان القصب القزم عن طريق الالتواء ورسم حرف S…
… ثم ينطلق بعيداً عن التهديد مستعيناً بذيله للارتفاع، ويفرد جسمه…
… يلتف الثعبان مُلقياً بنفسه إلى الأمام ليكمل المناورة ويهرب