أكبر تلسكوب شمسي في العالم يلتقط الصورة الأدق لبقعة شمسية
التقط هذه الصورة المذهلة تلسكوب دانيل كي إينويي الشمسيDaniel K Inouye Solar Telescope (اختصاراً: التلسكوب DKIST) في ماوي، بهاواي. وهي تُظهر القلب الحيوي البني الداكن لبقعة شمسية محاطاً بخطوط حمراء وبرتقالية متوهجة مندفعة نحو الخارج، مما يمنحها مظهر زهرة دوّار شمس فاتنة.
للشمس مجالٌ مغناطيسيٌّ قويٌّ يقلب قطبيها ببطء كل 11 عاماً. وخلال هذه الدورة، يختلف النشاط الكهرومغناطيسي عبر سطح الشمس. منذ أن بدأت دورة شمسية جديدة العام الماضي، يعمل الباحثون في مؤسسة العلوم الوطنية National Science Foundation (اختصاراً: المؤسسة NSF) في الولايات المتحدة على التقاط تفاصيل معقدة للبقع الشمسية باستخدام تلسكوب DKIST الذي ما زال قيد الإنشاء. وتلسكوب DKIST هو أكبر تلسكوب شمسي في العالم، بفتحة قطرها أربعة أمتار.
قال د. توماس ريميل Thomas Rimmele، المدير المساعد في المرصد الوطني للشمس National Solar Observatory التابع لمؤسسة NSF: “من المبهر حقاً رؤية الشمس والبقع الشمسية بهذه الدقة العالية جداً، ورؤية الكثير من التفاصيل التي لم نشاهدها من قبل”.
وأضاف: “تحقق صورة البقعة الشمسية دقة مكانية تزيد بمقدار 2.5 ضعف على أي وقت مضى وتظهر بنيات مغناطيسية صغيرة تصل إلى 20 كيلومتراً على سطح الشمس”.
يبلغ قطر البقعة الشمسية في هذه الصورة نحو 15,000 كيلومتر، وهي كبيرة بما يكفي لتسع كوكب الأرض بسهولة بداخلها.
تتشكل البقع الشمسية في المناطق التي تكون فيها المجالات المغناطيسية قوية بشكل خاص. ويرجع لونها الداكن إلى أن المجالات المغناطيسية قوية جداً لدرجة أنها تمنع الحرارة داخل الشمس من الانبعاث إلى السطح، مما يجعلها أكثر برودة من المناطق المحيطة بها. ولكن درجات الحرارة التي تعد باردة بالنسبة إلى الشمس هي أكثر سخونة بأكثر من 200 ضعف من درجة حرارة الغرفة (نحو 20-22 °س) هنا على الأرض.
أما الخطوط المشعة باتجاه الخارج من المركز المظلم للبقعة الشمسية، فهي عبارة عن غازات ساخنة وباردة يُعاد توجيهها بواسطة المجال المغناطيسي.
في حين ما زال العديد من العمليات التي تحدث داخل الشمس لغزاً، فإننا نعلم أن هذه البقع والأحداث الشمسية الأخرى المرتبطة بها قادرة على التأثير في أنظمة تحديد المواقع GPS وشبكات الطاقة والأقمار الاصطناعية هنا على الأرض.
مع بناء التلسكوب DKIST المتوقع اكتماله في عام 2021، فلا تعطينا هذه الصورة الأولية سوى مجرد لمحة عما سنحصل عليه في المستقبل. إذ من المتوقع اكتساب رؤية أعمق حول سلوك النجم في الفترة التي تسبق الذروة الشمسية Solar maximum التالية المتوقع حدوثها في منتصف عام 2025.