من المحرر

في وقت سابق من هذا العام ذهبتُ إلى حفل زفاف، والتقيتُ بعضَ الأصدقاء القدامى. نحن حالياً في أواخر الثلاثينات من العمر، لذلك كان نصفُنا يطاردون أطفالهم خلال حفل الاستقبال، في حين استمتع أولئك الذين استعانوا بجليسات أطفال بوقتهم. يمكن لأي شخص يزيد عمره على 30 عاماً أن يتخيل ما تدور حوله أحاديثنا: ”الأطفال… نعم، كل شيء يتغير… أشتاق إلى النوم… إنهم يتركون آثارهم على كل شيء…“. ولكن هذه المرة كان لدينا أيضاً موضوع جديد: كيف بدأت أجسادنا تنهار. أقرب أصدقائي، وهو من النوع الذي يأخذ دراجته معه خلال الإجازة، لم يستطع الاستمتاع بالعشاء لأن مستويات كوليستروله أدهشت طبيبه. اتضح أنك لا يمكن في الواقع أن تتناول ما تريد، حتى إن كنت مواظباً على ممارسة التمارين الرياضية. وشرح آخرُ أن ظهره وركبتيه تآكلت من جراء سنوات من الجري مسافاتٍ طويلة. قال إن قدميه “في حالة يُرثَى لها”. واعترف أحدهم بأنه أكل كميات كبيرة من الجبن، ويخشى مما سيحدث له هو وزوجتِه في وقت لاحق من تلك الليلة. إذ اتضح أخيراً أنه يعاني حساسية اللاكتوز. بدت الليلة كأنها سلسلة من المواعيد لدى الطبيب العام، يتنافس خلالها المرضى لمعرفة مَن فيهم يعاني المرضَ الأسوأ.

أُدرك أن هذا يصير تدريجياً هو القاعدةَ مع الاقتراب من سن الأربعين. ضعف في الغدة الدرقية، وحساسية جديدة، وتسطح باطن القدمين… الشعور بالغبن نتيجة كل ذلك يدفعك إلى مشاركة الآخرين كيف بدأ جسمك أيضاً يخذلُك. إنه أمر لا مفر منه. هل هو كذلك فعلاً؟ لقد طلبنا إلى الكاتب الصحي جيمس ويتس أن يتحرى أبسط العادات التي يمكن تبنيها لتحسين صحتك بوجه عام. لا تتضمن جري الماراثون مسافةً طويلة أو تمارين مكثفة، بل مجردَ تغييرات صغيرة يمكن أن تُحدث فرقاً كبيراً… وفقاً للعلم.

رئيس التحرير، دانييل بينيت